الذكر الجماعي

السؤال: لقد اطلعت على الفتاوى بشأن الذكر الجماعي، وعلمت أنها بدعة، ولكن سؤالي: كيف يكون تفسير حديث البخاري: "يسبحونك ويحمدونك ويسألونك..."؟ فهذا يدل على جوازه؟

الإجابة

الإجابة: هذا الحديث لا يختص بالأذكار التعبدية كالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، وإن كان الحديث في هذا أظهر، لكن لا يلزم للاجتماع على الذكر أن يكون الذكر جماعياً بالمعنى المعروف وهو أن يكون بصوت واحد، بل إذا جلس المسلمون في المسجد كل منهم يذكر ربه ويسبحه ويحمده ويكبّره صدق عليهم أنهم اجتمعوا على ذكر الله، كما إذا اجتمع أيضاً بعض المسلمين في بيت من بيوت الله يتدارسون القرآن هذا يقرأ وهذا يستمع، ولا يلزم أن تكون قراءتهم للقرآن بصوت واحد كما يحصل في التعليم، فالحديث المذكور في شأن الملائكة الذين يستمعون الذكر لا يدل على أن أولئك القوم كانوا يسبّحون ويحمدون ويكبرون بصوت واحد، كما يفعله من يفعله من أهل التصوف ومن شاكلهم، ولم ينقل لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضوان الله عليهم كانوا يؤدون الذكر الجماعي على هذه الصورة.

فالواجب اتباع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وهدي صحابته رضوان الله عليهم في جميع أمور الدين القولية والعملية والاعتقادية، والله أعلم.