قررت أن أطلق زوجتي لمشاكل اجتماعية، وتحن لانطيق الفراق

أفيدكم أنني شباب أبلغ من العمر تسعة عشر سنة، حسن السيرة مع أهلي وعشيرتي، تزوجت من بنت خالي على رضاء من الطرفين أنا وهي، ولم يمض على زواجنا أكثر من أسبوع حتى بدأت مشاكل أهلها تزداد يوم بعد يوم حتى منعوها من مواجهتي قائلين إنها مريضة، ولا تستطيع مواجهتي، ثم أحضر مرات أخرى وأجدهم كل وقت يدبرون عذر للتخلص مني، كما أن زوجتي مجبورة على تنفيذ كل كلمة يوجهونها إليها، أنا محتار قررت أن أطلق زوجتي ولكن زوجتي لا تريد الطلاق، وأنا لا أطيق فراقها، ولا أقدر أعرض مشكلتي على المحكمة بصفة والدها خالي شقيق والدتي، والناس يعتبرون ذلك عاراً، فما الحل المناسب الذي ترونه موافقا يا فضيلة الشيخ؟

الإجابة

ننصح السائل بالصبر، وأن لا يعجل في الطلاق، وأن يخاطب خاله بالتي هي أحسن، ويطلب منه تمكينه من زوجته وإعادتها إلى بيت الطاعة، وأن يتوسل إلى ذلك بالأقارب الطيبين، وبالجيران الطيبين، حتى يشيروا على والدها وينصحوه ويعيدها إلى زوجها، هذا الذي ننصحه به، كما ننصح والدها بأن يتقي الله وأن يعيد المرأة إلى زوجها إلا أن يكون هناك عذرٌ شرعي فيبين للزوج هذا العذر، فإما أن يفارق، وإما أن يذهب معه إلى المحكمة، وفي المحكمة البركة والخير، أما أن يمنعها من زوجها بغير وجه شرعي فهذا حرام وظلم، والله -جل وعلا- يقول في كتابه العظيم: وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا[الفرقان: 19] ويقول -سبحانه-: وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ[الشورى: 8] والنبي يقول -صلى الله عليه وسلم-: (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة)، فالواجب على خال هذا الزوج وهو أبو المرأة، الواجب عليه أن يتقي الله، وأن يعيد المرأة إلى زوجها، وأن يتوسط بينهما بالخير وأن ينصح للجميع، وأن يكون عوناً لهما على الاستقامة والسيرة الحسنة، والمعاشرة الطيبة بينهما، هذا هو الواجب عليه، فإن كان هناك أمور أخرى قد أخفاها السائل تحتاج إلى حل وسط من الأجاويد والإخوان الطيبين من يحل النزاع بينهما، فإن عظمت المسألة ولم يتيسر ذلك فبالإمكان الاتصال بالمحكمة والنظر في أمرهما من جهة المحكمة، أما منعها بغير حق فهذا لا يجوز له.