أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا لماذا قدم كلمة التراب على كلمة العظام

قال الله تعالى في القرآن الكريم: أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ [المؤمنون:82]، يقول: لماذا قدمت كلمة التراب قبل العظام، بينما العظام هي تتحول إلى التراب، وهل هناك سرٌ بلاغيٌ في ذلك أم لا؟

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: هذا السؤال لا أعلم معناً واضحاً أستطيع الجزم به في وجه تقديم التراب على العظام، ولكن قد يقال والله أعلم والعلم عند الله-سبحانه وتعالى- أنه قدم التراب؛ لأن التراب أشد في المعجزة ؛ لأن إعادة من كان تراباً أعظم من إعادة من هو عظام ولم تزل حاله عظاماً، فبدأ بالأشد وهو التراب على ما هو أخف وهو العظام, فإعادة من هو عظام أسهل في الظاهر من إعادة من قد ذهب وصار تراباً ، هذا هو الأظهر والله أعلم, أما الجزم فإلى الله-سبحانه وتعالى- هو أعلم بكل شيء؛ لكن هذا هو الظاهر أنه السر في ذلك البداءة بالأشد, بالأشد في القدرة, والأعظم في الدلالة على أن المعيد لهذا الإنسان قادر على كل شيء-سبحانه وتعالى- فإن إعادة من كان تراباً أشد في الظاهر من إعادة من كان عظاماً في القبر, فإذا ذكر هذا وهذا كان من باب بيان كمال قدرته- سبحانه وتعالى-، المقصود أنهم سألوا عن هذا؛ لأن من كان تراباً أشد ، بدؤا بالتراب؛ لأن إعادة من كان تراباً أشد وأدل على كمال القدرة ممن لم يزل عظاماً.