هل يوصف الله بالمكر؟ وهل يسمى به؟

السؤال: هل يوصف الله بالمكر؟ وهل يسمى به؟

الإجابة

الإجابة: فأجاب بقوله: لا يوصف الله تعالى بالمكر إلا مقيداً، فلا يوصف الله تعالى به وصفاً مطلقاً، قال الله تعالى: {أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون}.

ففي هذه الآية دليل على أن لله مكراً، والمكر هو التوصل إلى إيقاع الخصم من حيث لا يشعر، ومنه جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري: "الحرب خدعة".

فإن قيل: كيف يوصف الله بالمكر مع أن ظاهره أنه مذموم؟

قيل: إن المكر في محله محمود يدل على قوة الماكر، وأنه غالب على خصمه، ولذلك لا يوصف الله به على الإطلاق، فلا يجوز أن تقول: "إن الله ماكر"، وإنما تذكر هذه الصفة في مقام يكون مدحاً، مثل قوله تعالى: {ويمكرون ويمكر الله}، وقوله: {ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون}، ومثل قوله تعالى: {أفأمنوا مكر الله}.

ولا تنفي عنه هذه الصفة على سبيل الإطلاق، بل إنها في المقام الذي تكون مدحاً يوصف بها، وفي المقام الذي لا تكون فيه مدحاً لا يوصف بها.

وكذلك لا يسمى الله به فلا يقال: "إن من أسماء الله الماكر"، والمكر من الصفات الفعلية لأنها تتعلق بمشيئة الله سبحانه.



مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول - باب الأسماء والصفات.