القيل والقال والقهقهة في المسجد

في الحقيقة أنه كثيرا ما يحدث في المساجد يقول: هناك أشخاص بما فيهم مؤذن المسجد يتحدثون في روضة المسجد بغير أمور الدين، وأحيانا يكهكهون بصوت مسموع يؤذي المصلين، وعند نصحي أخذوا يجاهرون، هل هذا جائز أم لا؟

الإجابة

لا ريب أن المساجد لم تبن للقيل والقال وحديث الدنيا، والسواليف الباطلة ، والقهقهة ونحوه لا، إنما بنيت لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن وبيان العلم، فالذين يجلسون في المسجد سواء في الروضة أو في غيرها الواجب عليهم أن يتأدبوا بالآداب الشرعية ، ويتباعدوا عما يخالف ما بنيت له المساجد ، لكن إذا كان التحدث قليل في أمور الدنيا فلا كراهة إذا كان قليلا، أما إذا كثر فيكره أقل أحواله الكراهة، وهكذا القهقهة إذا كانت قليلا أو تبسماً لا بأس ، فقد كان الصحابة - رضي الله عنهم وأرضاهم - يتحدثون مع النبي - صلى الله عليه وسلم- في المسجد في أمور الجاهلية فربما ضحكوا وتبسم - عليه الصلاة والسلام-. فالضحك إذا كان لأمر شرعي أو لأمر يتعجب منه من أمور الجاهلية أو ما أشبه ذلك من الأشياء التي توجب الضحك في غير لعب وفي غير امتهان للمساجد، بل لأمر عارض كالأحاديث التي تعرض بين الناس كالتاريخ ونحوه فهذا لا بأس به. أما أن يتخذ المسجد موضعا للقيل والقيل والسوالف والقهقهة ونحو ذلك ، فلا ، فأقل أحواله الكراهة، أما الشيء العارض فلا بأس به، القهقهة العارضة عند مرور شيء يتعجب منه في تاريخ أو غيره، أو تحدث بينهم حصل منه ما يدعو إلى الضحك فهذا لا حرج فيه إذا كان قليلا. المقدم: لكن المستمع عبد المحسن منصور يقول: إنني عندما وجهت النصح لهؤلاء أخذوا يجاهرون وربما أنه تكلموا عليه أيضاً؟ الشيخ: هذا من جهلهم هذا غلط، بل الواجب أن يشكروه ، ويدعوا له، ويقولون : أحسنت، ونحو ذلك ، ولا يقابلونه بالإساءة، ولكن الجهل قد يوقع أهله في أشياء من الشر بسبب قلة بصيرتهم.