التساؤلات عن يوم القيامة

أن ممن يخافون الله ولا ينظرون إلى هذه الدنيا الفانية بل أتطلع إلى ما أقدمه من أعمال صالحة تنفعني يوم الدين، أنا دائماً أقرأ الكتب التي تصف الجنة والنار وعلامات الساعة والقضاء والقدر وما شابه ذلك من الكتب الغيبية، فلا يكاد يقع تحت يدي كتابٌ إلا وأقرأه بتمعن، وأحتفظ به، مثل هذه الكتب هي التي يقشعر منها جسمي، وتذرف لها عيني، وتنقلني إلى عالمٍ آخر، لكن يدور في ذهني بعض التساؤلات مثلاً: هل يوم القيامة مثل أيام الدنيا؟ وهل يكون الناس على هذه الصفة أم يتغيرون؟ ومتى يتغيرون؟ أنا لم أستطع أن أتخيل صفة الجنة والنار وما بهما، وأيضاً في قول الحق تبارك وتعالى: يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ[ق: 30] هل معناه أن الجنة أصغر من النار؟ أرجوا الإفادة، مع ذكر بعض الكتب الصحيحة التي تشرح وتصف الجنة والنار، جزاكم الله خيراً.

الإجابة

نوصيك بحمد الله وشكره على ما من عليك من محبة الخير والإيمان، والاستقامة على طاعة الله، وحبك الكتب المفيدة، نوصيك بحمد الله على هذا وشكر الله على ذلك، ونوصيك بأن تسأله المزيد من العلم النافع والعمل الصالح، ونوصيك بالقرآن فإن فيه الشفاء، أن تكثر من تلاوته، وتدبر معانيه، فهو يفيدك ما تسأل عنه، ويدلك على ما أشكل عليك من سعة الجنة وعظمتها، ويوم القيامة ويومه، وأنه يوم عظيم مقداره خمسين ألف سنة، فهو ليس مثل أيام الدنيا، فالله بين -جل وعلا- في سورة المعارج: أن مقداره خمسين ألف سنة، فينبغي لك أن تحرص على قراءة القرآن، وتدبر معانيه حتى تستفيد مما أشكل عليك من أمر الجنة وأمر النار، ويوم القيامة، وغير ذلك، يقول -جل وعلا- في سورة المعارج: تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ * فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً * إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً * وَنَرَاهُ قَرِيبًا[المعارج: 4-7]، وفي الحديث الصحيح يقول -صلى الله عليه وسلم-: أن ذلك اليوم مقداره خمسون ألف سنة، فترى من بخل بالزكاة ولم يؤدها أنها تحمى عليه أمواله، ويعذب بها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، والنار لا يزال يلقى فيها وهي تقول: هل من مزيد، حتى يضع الجبار -سبحانه- فيها رجلة فينزوي بعضعها إلى بعض، وتقول: قطٍ قطٍ أي حسبي حسبي امتلأت. والجنة أوسع وأعظم يقول -جل وعلا-: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ[آل عمران:133]، فأمرها عظيم وسعتها عظيمة، ويدخلها المؤمنون ويبقى فيها فضل، فعليك يا أخي أن تجتهد في تدبر القرآن، والإكثار من تلاوته، حتى تعلم ما أشكل عليك. وننصحك بمراجعة الصحيحين: صحيح البخاري ومسلم، تفسير ابن كثير، تفسير ابن جرير، تفسير البغوي، فهي كتب عظيمة مفيدة جداً. كذلك ننصحك بمراجعة: زاد المعاد للعلامة ابن القيم -رحمه الله- فهو كتاب جيد سماه "زاد المعاد في هدي خير العباد"، كذلك نوصيك بمراجعة كتب الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- فهي كتب مفيدة: الثلاثة الأصول، كتاب التوحيد، كشف الشبهات، آداب المشي إلى الصلاة، هذه كتب مفيدة، وشرح كتاب التوحيد لحفيده عبد الرحمن بن حسن، واسمه فتح المجيد، كتاب مفيد في العقيدة، كتب شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة كتب مفيدة مثل: العقيدة الواسطية، كتاب الحموية، كتاب التدمرية، كتاب الإيمان، كتب عظيمة ومفيدة، نسأل الله لنا ولك التوفيق.