زيارة الأقارب الذين لا يصلون

إن بعض الأقارب لا يصلون، هل زيارتهم ومجاملتهم واجبة، علماً أننا ننصحهم؛ ولكنهم يحاولون الهرب من الموضوع، ولا يتأثرون؟ وجهونا،

الإجابة

إذا كان قريبك، أو جارك لا يصلي فالواجب نصيحته منك ومن إخوانك تنصحونه بالكلام الطيب والتخويف من الله، وأن الصلاة عمود الإسلام وأن تركها كفر بالله عز وجل أكبر على الصحيح من أقوال العلماء، وإن لم يجحد وجوبها، فالصلاة عمود الإسلام وفيها الخير العظيم، والأجر الكبير، فعليك أن تنصح قريبك، أو جارك وتجتهد في ذلك، منك ومن إخوانك لأن الله يقول: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى (2) سورة المائدة. فإذا كان معك بعض إخوانك تكون النصيحة أكثر، وأجدى فإن أبوا ولم يقبلوا استحقوا الهجر، يجب هجرهم عند جمعٍ من أهل العلم، وقال جماعة يستحب هجرهم، فبكل كل حال هجرهم مشروع إلا إذا رأيت أن الاتصال بهم بين وقتٍ وآخر للدعوة أنفع فلا بأس، للدعوة إلى الله والإرشاد، والنصيحة؛ لعلهم يهتدون، وهكذا من تعرفه من جيرانك يتساهل ويشرب الخمر، أو يعامل بالربا، أو تعرف له منكراً آخر قد أظهره وبينه للناس ولم يبال ولم يستح يجب نصحه وتوجيهه إلى الخير، وتخويفه من الله عز وجل منك ومن بعض إخوانك، تعاونوا على البر والتقوى، إذا كانت النصيحة من اثنين، أو ثلاثة يكون انفع؛ لعله يتأثر، وتكراراها عليه كذلك لعله يستجيب، فإن أصر ولم يبال استحق أن يهجر، كما هجر النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة من الصحابة كعب بن مالك وصاحباه، هجرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- خمسين ليلة؛ لأنهم تخلفوا عن غزوة تبوك بغير عذرٍ شرعي، وقد أمرهم بالغزو عليه الصلاة والسلام واستنفرهم، فإذا كان الصحابة إذا حصل لهم معصية يهجرون فغيرهم من باب أولى، في المعصية الظاهرة، أما الذي بينه وبين ربه الله الذي يعلمها سبحانه وتعالى المستورة، لكن المقصود في المعصية الظاهرة، كترك الصلاة، التعامل بالربا، وشرب الخمر علانية، وما أشبه ذلك، يستحق الهجر علي ذلك، إلا أن يستجيب ويهتدي، فالحمد لله.