مسألة في زيارة القبور

يا شيخ عوام الناس من الصوفية يحضرون المولد وهذه الموالد تقام فيظنون أن هذا هو الإسلام يعني فهمهم أن هذا هو الإسلام وأن هذا هو الدين وهذه هي العبادة ويشدون الرحال إلى الأضرحة والأموات ظناً منهم أن هذا هو الدين فما الحكم بالنسبة لهم؟[1]

الإجابة

ماذا عندكم في أم النبي صلى الله عليه وسلم؟ عندها علم بالدين هذه أم النبي صلى الله عليه وسلم هل استأذن النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لها فأذن له أم لم يؤذن له؟ هل حضرت الإسلام أو حضرت النبوة؟ عاشت على الجاهلية ولم تعذر لأنها عاشت على بقية دين إبراهيم وهكذا العرب عاشوا على بقية دين إبراهيم فضيعوه فلم يعذروا وحكم عليهم بالكفر والجهالة والضلالة ولم يؤذن للرسول صلى الله عليه وسلم بالاستغفار لأمه وقال صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن أبيه: ((إن أبي وأباك في النار))[2].

وأبوه مات في الجاهلية كيف بهؤلاء الذين عاشوا في الإسلام وبين المسلمين وقالوا لهم يا ناس اتقوا الله، يا ناس اعبدوا الله، ثم يضربونه أو يقتلونه ويقولون أنت وهابي، أنت فيك ما ليس فيك لا يريدون دعوة الله والإقبال عليه، غرر بهم دعاة الجهالة غرر بهم علماء السوء لكن الواجب عليهم أن يسألوا ولا يرضوا بعلماء السوء يسألوا إذا جاءهم داعي الحق فعندهم القرآن يقول سبحانه: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ[3].

لا يجوز لهم التساهل في هذا أبداً ينبغي لدعاة الحق أن ينصحوا ويبينوا لأن الله سيسألهم عما عملوه في علمهم كما قال تعالى: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ[4]. والله ولي التوفيق.

[1] من أسئلة حج عام 1408ه، الشريط الثالث.

[2] أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان أن من مات على الكفر فهو في النار برقم 203.

[3] سورة الأنعام، الآية 19.

[4] سورة الزخرف، الآية 44.