الذبح في الاستسقاء

عندنا في قريتي حصن ريمان، الناس يذهبون إلى جبل ويأخذون معهم ذبيحة، ويذبحونها في الجبل من أجل الله -سبحانه وتعالى-، ولعل الله يرحمهم وينزل عليهم المطر، فهل هذا يحل أم لا؟ أفيدونا أفادكم الله

الإجابة

هذا العمل فيه تفصيل: فإذا كان الذبح لله وحده، وليس هناك مقصودٌ آخر، ليس هناك قبر يذبحون عنده، وليس هناك اعتقادٌ آخر في الجبل، وإنما فعلوا كذا صدفة من غير قصد فلا حرج والذبيحة لله وحده، ولكن لا حاجة لمجيء الجبل لأن هذا يوهم أن هناك أشياء، يذبحنها في بيوتهم أو في أي مكانٍ تذبح فيه الدواب، ويكفي تقربا إلى الله -جل وعلا-، ثم يوزع هذا اللحم على الفقراء والمساكين، أو يأكلونه إن كانوا أرادوا أكله، وإن كانوا أرادوا الفقراء قسموه بين الفقراء، أو أعطوا الفقراء منه ما شاء، المقصود أن قصدهم الجبل فيه شيء من الإيهام، فإذا كان المقصود من مجيء الجبل إظهار الذبيحة وأنها تذبح لله على رؤوس الأشهاد فلا حاجة إلى قصد الجبل، يذبحونها في مكانٍ بارز ويقسمونها بين الفقراء في قريتهم ويكفي، ولا يقصدون الجبل هذا الذي يوهم أنهم أرادوا شيئاً. أما إن كانوا أرادوا في الجبل أن هناك ميتاً مدفوناً هناك، أو أن هناك محلاً لرجالٍ صالحين جلسوا فيه أو غار جلس فيه أناس صالحون فهم يتبركون به فهذا لا يجوز، فيجب التنبه لهذا. وإذا كان المقصود فقط إظهار الذبيحة فإظهارها يكون في أي مكان سوى الجبل ما حاجة إلى الجبل، ولو في بيوتهم يذبحونها في محل الذبح أو في حوش عندهم في محل الذبح أو في محلٍ حول الطريق يراه الناس ولا يؤذي أحداً من الناس لا بأس، المقصود إظهارها بأي طريقٍ لكن لا يوهم، لا يكون إظهاره يوهم أن هناك قصداً كقصد جبلٍ معين أو شجرة معينة حتى لا يتهم بالشرك أو بالبدعة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.