الإجابة:
الحمد لله
الذكر ذِكران : ذكر باللسان مثل قراءة القرآن والأذكار والأدعية التي
رغَّب الشرع بفعلها ، وذِكر بالقلب وذلك بالتفكر الله تعالى وعظمته
وقدرته ، والتفكر في مخلوقاته سبحانه وتعالى ، أو تمرير القرآن على
القلب ، وهذا ليس له أجر قراءة القرآن على هذا التمرير لأن الأجر معلق
على القراءة ، وهي لا تكون إلا باللسان ، ومثله : الأدعية ، ويشترط
فيها أن تكون باللسان ولا يكفي فيها تمريرها على القلب .
وقد فرق العلماء بين الذكرين ، فقالوا : يكره أن يذكر الله تعالى في
الحمام بلسانه تعظيماً لله أن يذكر في هذا المكان ، وأما الذكر بالقلب
فقالوا : لا يكره ولا بأس به .
ويدل على الفرق بين الذكرين أن العلماء اتفقوا على أن الجنب يجوز له
أن يمر القرآن على قلبه ، أما لو قرأه بلسانه وتلفظ به فهو حرام .
وقال النووي :
اتفقوا على أن الجنب لو تدبر القرآن بقلبه من غير حركة لسانه لا يكون
قارئا مرتكبا لقراءة الجنب المحرمة . " شرح النووي على صحيح مسلم " (
4 / 103 ) .
قال ابن المنذر في الأوسط :
وقال عكرمة لا يذكر الله وهو على الخلاء بلسانه ولكن بقلبه .
" الأوسط " ( 1 / 341 ) .
وقالت اللجنة الدائمة :
من آداب الإسلام أن يذكر الإنسان ربه حينما يريد أن يدخل بيت الخلاء
أو الحمَّام ، بأن يقول قبل الدخول : " اللهم إني أعوذ بك من الخبث
والخبائث " ، ولا يذكر الله بعد دخوله ، بل يسكت عن ذكره بمجرد الدخول
.
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 5 / 93 ) .
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز :
الذِّكر بالقلب مشروع في كل زمان ومكان ، في الحمَّام وغيره ، وإنما
المكروه في الحمَّام ونحوه : ذكر الله باللسان تعظيماً لله سبحانه إلا
التسمية عند الوضوء فإنه يأتي بها إذا لم يتيسر الوضوء خارج الحمَّام
؛ لأنها واجبة عند بعض أهل العلم ، وسنة مؤكدة عند الجمهور .
" فتاوى الشيخ ابن باز " ( 5 / 408 ) .
والله أعلم .