كثير من الناس يستعمل لا ينبغي بمعنى يكره, وكلمة لا ينبغي عظيمة في القرآن, كما قال-تعالى-:وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) سورة مريم ، فهي عظيمة وشديدة في اللغة العربية, أما في عرف الناس فقد يستعملها كثير من الناس بمعنى أن الشيء يكره ولا ينبغي فعله, وقد يستعملها آخرون من أهل العلم بمعنى أنه حرام وأنه لا يجوز, فإذا استعملها طالب العلم فينبغي له أن يوضح حتى لا يكون المستمع في شك ينبغي للعالم والمفتي أن يوضح مراده بهذه الكلمة, أو يعبر بعبارة أوضح منها كيحرم, ولا يجوز حتى يكون المستمع على بينة وعلى بصيرة، وأما أكل الكبد ونحوها نيئاً فهذا لا نعلم ما يدل على تحريمه, ليس هناك ما يدل على تحريمه فيما نعلم, وقصاراه أن يقال أنه مكروه إذا كان يخشى منه ضرر, أما إذا كان لا يخشى منه ضرر فلا وجه أيضاً للكراهة, ولكن عادة الناس والمعروف عند الناس أن هذه الأشياء إنما تؤكل بعد الطبخ و بعد الإنضاج, فإذا علم من فريق الطب, فريق وأهل الخبرة أنه لا يضر, وأن أكله نيئاً لا يضر فلا حرج في ذلك, أما إن كان يضر فهو بين التحريم والكراهة, إن كان ضرره خفيفاً كره, وإن كان ضرره كبيراً حرم.