حكم وضع الأموال على القبور بحجة أنهم أولياء

يقوم بعض الناس بوضع نقود ليست بسيطة على القبور بما يسمونه قبور الأولياء، ثم تجمع هذه النقود، ويصرفونها في تعمير القباب وزخرفتها ووضع الأنوار عليها واستعمال مكبرات الصوت على تلك القباب لنشر دعايات ذلك الولي كما يؤدون هناك صلاة الفريضة أحياناً داخل المقابر حول ذلك الولي، فما حكم الدين الإسلامي في مثل هذه الأفعال؟

الإجابة

أولاً التقرب بالنقود, أو بالطعام, أو بالخبز عند القبور هذا منكر, ومن الشرك الأكبر؛ لأنها تقرب إليهم, وعبادة لهم, والصدقة يتقرب إليهم يرجوا بهذا فضلهم, وثوابهم, وبركتهم مثل لو ذبح لهم, ومثل لو صلى لهم؛ لأنه ما تقرب بذلك إلا لأنه يرى أنهم يصلحون لهذا الأمر, وأنهم يتقرب إليهم بالصدقات, أو بالذبائح, أو بغير ذلك حتى ينفعوه, حتى يشفعوا له, حتى يبرؤ مريضه, حتى يعطوه الولد أو غير ذلك, وأما اتخاذ القباب على القبور أيضاً منكر لا يجوز البناء عليها مطلقاً بل يجب أن تبقى مكشوفة ليس عليها بناء لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) ولما ثبت في الصحيح عن جابر رضي الله عنه قال: (نهى رسول الله عن تجصيص القبور وعن القعود عليها وعن البناء عليها) فالرسول نهى عن البناء عليها، ونهى عن الكتابة عليها، فالواجب أن لا يكتب عليها ولا يبنى عليها، لا قبة ولا غيرها. ثلاثاً: الصلاة عند القبور لا تجوز، الرسول صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذها مساجد، قال صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك) رواه مسلم في الصحيح، فنهاهم أن يتخذوها مساجد، ومن صلى عند القبر فقد اتخذه مسجد، ولو ما بنى عليه قبة ولو ما بنى عليه مسجد، ما دام يصلي عند القبور أو بين القبور، فإنه بهذا يتخذها مسجداً؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً) فمن صلى في محل اتخذه مسجداً، ولهذا لا يصلى في المحل النجس، ولا يصلى بين القبور، فإذا صلى عند القبور أو إلى القبر أو في طرف المقبرة، كل هذا اتخاذٌ لها، فالواجب الحذر من هذا. بارك الله فيكم سماحة الشيخ في ختام....