السنن الراتبة

يسأل سماحتكم عن حكم من فاتته السنة القبلية، وهل توافونا بالسنن الراتبة؟

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله،وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد. فمن فاتته السنة القبلية للظهر مثلاً يشرع له أن يصليها بعد الصلاة، ثم يصلي السنة البعدية، والراتبة في الظهر أربعاً قبلها تسليمتان وثنتان بعدها، كما كان النبي يفعل عليه الصلاة والسلام، وإن صلى أربعاً قبلها وأربعاً بعدها فهو أفضل، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (من حافظ على أربعٍ قبل الظهر، وأربعٍ بعدها حرمه الله على النار) والسنن الرواتب اثنتا عشرة ركعة ثنتان قبل الفجر سنة راتبة قبلها وإذا فاتت تقضى بعدها أو بعد طلوع الشمس، أربع قبل الظهر تسليمتان، ثنتان بعدها ثمان، ثنتان بعد المغرب هذه عشر، ثنتان بعد العشاء هذه اثنا عشر، يقال لها الرواتب، وقد صح فيها حديث ؟؟؟؟؟؟؟؟ رضي الله عنها، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (من صلى ثنتي عشر ركعة في يومه وليلته بنا الله له بيتاً في الجنة) من صلى ثنتي عشر ركعة بني له بهن بيتٌ في الجنة يعني في اليوم والليلة، وفي رواية (تطوعاً) رواه مسلم في الصحيح، وفي رواية أخرى للترمذي وجماعة تفسيرها: (أربعاً قبل الظهر وثنتين بعدها، وثنتين بعد المغرب وثنتين بعد العشاء وثنتين قبل صلاة الصبح) هذه يقال لها الرواتب وهي سنة مؤكدة، ويسن للمؤمن أيضاً صلاة الضحى ركعتان، وإن زاد فهو أفضل صلى أربع أو أكثر فهو أفضل، كان النبي يصلي الضحى أربعاً ويزيد ما شاء الله كما روى ذلك مسلم في الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها - وصلاها في يوم فتح مكة ثمان ركعات الضحى عليه الصلاة والسلام، وقال: (صلاة الأوابين حين ترغب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟) يعني حين شدة الضحى، لو صليت عند شدة الضحى قبل الظهر بساعة أو ساعة ونصف أو نحو ذلك كان هذا أفضل، ومن ذلك التهجد بالليل من النوافل التهجد بالليل، ومن جملة ذلك الوتر ركعة واحدة، سواءٌ كان بعد العشاء قبل النوم أو في وسط الليل أو في آخر الليل، والأفضل في آخر الليل إذا تيسر ذلك، فإن خاف أن لا يقوم من آخر الليل صلى في أوله أي بعد العشاء، ثلاث ركعات أو خمس ركعات أو سبع ركعات، أو تسع ركعات، أو إحدى عشر ركعة أو ثلاثة عشر ركعة، أو أكثر من ذلك، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - في الغالب يصلي إحدى عشرة ركعة ويوتر بواحدة، ومن أوتر بواحدة فقط في أول الليل أو آخره أجزأت، وإن أوتر بأكثر فهو الأفضل، كلما زاد من الخير فهو خيرٌ له، وأفضل ذلك إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة، هذا تأسياً بالنبي عليه الصلاة والسلام، ومن زاد فأوتر بثلاثٍ وعشرين في رمضان أو في غيره أو بأكثر من ذلك فكله لا حرج فيه، ولكن الأفضل إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة؛ لأن هذا أكثر ما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة، والأفضل في آخر الليل وإن أوتر في أول الليل فلا بأس، وإن كان يخاف أن لا يقوم في آخر الليل فالأفضل أن يوتر في أول الليل، ويسن في رمضان أن تصلى التراويح أول الليل؛ لأن ذلك أنشط للناس، وخشية أن لا يقوم من آخر الليل، فإذا أوتر وصلوا التراويح أو الليل فهو أفضل كما كان أصحاب النبي يفعلوا ذلك عليه الصلاة والسلام، وكما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض الليالي في الصحابة، ثم ترك ذلك مخافة أن يفرض عليهم فإنه صلى بهم في ليلة إلى ثلث الليل، وفي ليلة إلى نصف الليل، وفي ليلة إلى آخر الليل، ثم ترك ذلك خشية أن يفرض عليهم عليه الصلاة والسلام، وقال عليه الصلاة والسلام: (من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة)، فهذا فضلٌ عظيم، فيستحب للمؤمن أن يقوم مع الإمام حتى ينصرف في التراويح في ؟؟؟؟؟؟؟ الأخيرة، يحصل له هذا الفضل العظيم، والسنة للنساء التهجد في البيت؛ لأن صلاتهن في بيوتهن أفضل، ومن خرجت وصلت مع الناس في المساجد فلا بأس، إذا خرجت متسترة متحجبة غير متطيبة فلا بأس، وصلاتها في بيتها خيرٌ لها، لكن إذا خرجت للنشاط أو لسماع المواعظ فكل هذا حسن مع التحفظ والتستر والحذر من الفتنة، ومن الطيب الذي يسبب الفتنة، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خيرٌ لهن). جزاكم الله خيراً