الدعاء عند آيات الرحمة وآيات العذاب

إنني أقرأ القرآن والحمد لله، وعندما أصل إلى صفات المؤمنين أدعو الله أن يجعلني منهم، وعندما أصل إلى صفات المنافقين والكفار ومصيرهم أستعيذ بالله ألا يجعلني منهم، فهل بعد الدعاء تلزمني البسملة من جديد أم أتابع القراءة دون ذلك، وهل قطع القراءة للدعاء جائز؟

الإجابة

هذا شيء فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في تهجده بالليل –عليه الصلاة والسلام-إذا مر بآيات الوعيد تعوذ, وإذا مر بآيات الرحمة سأل ربه الرحمة، فلا بأس بهذا، بل هذا مستحب في التهجد بالليل, في صلاة النهار, في القراءة خارج الصلاة كل هذا مستحب وليس عليك أن تعيد البسملة ولا التعوذ، بل تأتي بهذا الدعاء, ثم تشرع بالقراءة من دون حاجة إلى إعادة التعوذ ولا إعادة البسملة ، وهذا كله إذا كنت تصلي وحدك في النافلة, أما إذا كنت في الفريضة فلم يثبت عنه-صلى الله عليه وسلم-أنه كان يفعل هذا في الفريضة, وهكذا إذا كنت مع الإمام تنصت لإمامك, ولا تأتي بهذه الأدعية والإمام يقرأ ، بل تنصت وتستمع في الجهرية, أما في السرية فتقرأ الفاتحة, وما تيسر معها من دون حاجة إلى الأدعية التي يدعى بها في النافلة؛ لأن الرسول-صلى الله عليه وسلم-لم يكن يفعل هذا في الفريضة, ولعل السر في ذلك والله أعلم التخفيف على الناس وعدم التطويل عليهم ؛لأنه لو دعا عند كل آية فيها رحمة، وتعوذ عند كل آية فيها وعيد ربما طالت الصلاة ولربما شق على الناس, فكان من رحمه الله, ومن إحسان إلى عباده, ومن لطفه بهم أن شرع عدم ذلك في الفريضة حتى تكون القراءة متوالية, وحتى لا تطول القراءة على الناس, أما في النافلة كالتهجد بالليل في صلاة الضحى في غيرها من النوافل فلا بأس الأمر فيها واسع.