هل يوجد عذر بالجهل في أمور التوحيد

هل يوجد عذر بالجهل في أمور التوحيد؟ وهل ينطبق هذا على أن من يدعون وينذرون للأولياء، ويعتبرون معذورين بجهلهم؟

الإجابة

لا يعذر بذلك، أقاموا التوحيد لا يعذرون بالجهل ما دام بين المسلمين، ليس في فترة من الزمان ولا في محل ٍ بعيد عن محل الإسلام بل بين المسلمين لا يعذر بالتوحيد، بل متى وقع الشرك منه أخذ به، كما يقع الآن في مصر والشام ونحو ذلك وبعض البلدان عند قبر البدوي وغيره، فالواجب على علماء الإسلام أن ينبهوا الناس وأن يحذروهم من هذا الشرك، وأن يعظوهم ويذكروهم في المساجد وغيرها، وعلى الإنسان أن يطلب العلم ويسأل ولا يرضى أن يكون إمعةً لغيره بل يسأل، الله يقول سبحانه: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون). فلا يجوز للإنسان أن يبقى على الكفر والشرك لأنه رأى الناس على ذلك ولا يسأل ولا يتبصر، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن أبي وأباك في النار) لمن سأل عن أبيه قال (إن أبيك في النار) فلما رآه تغير وجهه قال (إن أبي وأباك في النار). وأبوه مات في الجاهلية. رواه مسلم في الصحيح. لأنه كانوا على شريعةٍ تلقوها عن خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهي التوحيد وأمه عليه الصلاة والسلام ماتت في الجاهلية واستأذن ربه أن يستغفر لها فلم يؤذن له، واستأذن أن يزورها فأذن له، فدل ذلك على أن مات على كفر لا يستغفر له ولا يدعى له وإن كان في الجاهلية فكيف إذا كان بين المسلمين وبين أهل التوحيد وبين من يقرأ القرآن ويسمع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. وأولى بأن يقال في حقه إنه كافر وإنه في حكم الكفار، وكثير منهم لو سمع من يدعو إلى توحيد الله وينذرهم من الشرك لأنف واستكبر وخاصم أو ضارب على دينه الباطل وعلى تقليده لأسلافه وآباءه ولا حول ولا قوة إلا بالله، فالواجب على كل إنسان مكلف أن يسأل ويتحرى الحق، ويتفقه في دينه ولا يرضى بمشاركة العامة والتأسي بهم في كفرهم وضلالهم وأعمالهم القبيحة، وعليه أن يسأل العلماء ويعتني بأهل العلم عن ما أشكل عليه في أمر التوحيد وغيره، (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).