شرح حديث (بدأ الدين غريباً ) ومعنى الغربة

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (جاء الدين غريباً -هكذا يقول سماحة الشيخ- وسوف يعود غريباً كما بدأ). اشرحوا لنا معنى هذه الغربة؟

الإجابة

نعم، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (بدأ الإسلام غريباً). [بدأ) يعني ظهر الإسلام (غريباً) في أول أمره في مكة، غريب بين الكفرة، لم يأخذ به إلا القليل من الناس، ثم انتشر شيئاً بعد شيء في مكة، ولم يزل غريباً، ثم هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، وانتشر في المدينة، وظهر في المدينة، ثم ظهر في جميع الدنيا والحمد لله. (وسيعود غريباً كما بدأ) يعني في آخر الزمان، بسبب قلة أهله الذين يعتنقونه، ويستمسكون به، حتى في آخر الزمان يقبض الدين كله، ولا يبقى إلى الأشرار فعليهم تقوم الساعة، معنى : (يعود غريباً) يعني يقل أهله، ويكثر خصومه وأعدائه، وفي آخر الزمان بعد طلوع الشمس من مغربها يرسل الله ريحاً طيبة تقبض أرواح المؤمنين والمؤمنات، ولا يبقى إلا الأشرار فعليهم تقوم الساعة. قد ينتشر في بعض البلاد، ويكثر ويقوى ويضعف في بلاد أخرى، لكن في الجملة هو يعود غريباً، لكن بالنسبة إلى بعض البلاد قد يكون ليس فيها بغريب لكثرة الدعاة فيها إلى الله، والعلماء والأخيار.