حكم من عاهد الله على ترك معصية ثم عاد إليها

عاهدت الله بأن أترك معصيةً كنت أقترفها، فابتعدت عنها ثم عدت إليها، ماذا يلزمني؟

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فالواجب عليك التوبة إلى الله سبحانه؛ لأن المعصية يجب تركها والحذر منها، وعلى المؤمن أن يوفي بالعهد، قال الله سبحانه: وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً (34) سورة الإسراء. وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن من صفات أهل النفاق أنهم إذا عاهدوا غدروا، فالواجب عليك التوبة إلى الله - سبحانه- والحذر من هذه المعصية، وعدم العود إليها والله يتوب على التائبين -عز وجل-، يقول سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) سورة النور. فكل من اقترف معصية فعليه التوبة إلى الله منها، بالندم على الماضي والعزم الصادق أن لا يعود فيها، مع الإقلاع منها وتركها والحذر منها، خوفاً من الله وتعظيماً له –سبحانه وتعالى- وإخلاصاً له -جل وعلا- وأعظم ذلك الشرك وهو أعظم الذنوب، ومن تاب, تاب الله عليه، هكذا المعاصي من الزنا وشرب المسكر وعقوق الوالدين وأكل الربا إلى غير هذا، الواجب التوبة إلى الله من ذلك، التوبة الصحيحة المستوفية للشروط، وذلك بالندم على الماضي الندم الصادق والحزن على ما مضى، الشرط الثاني الإقلاع منها والحذر، والشرط الثالث العزم الصادق أن لا تعود فيها، وبذلك تمحى عنك، وتغفر لك فضلاً من الله -سبحانه وتعالى- وإذا كانت المعصية تتعلق بحق المخلوقين كالسرقة والغصب والظلم في العرض فلابد من استحلالهم أو إعطائهم حقهم، تعطيه حقه المخلوق أو تستحله، تقول له سامحني أو تعطيه حقه، فإذا سامحك سقط الحق, أو أعطيته حقه سقط الحق مع التوبة والندم، إلا ما يتعلق بالعرض فإذا لم يتيسر استسماحه, لأنك تخشى إن أخبرته مفسدة كبرى فإنك تستغفر له تدعو له، تذكره بالمحاسن التي تعرفها منه، تذكره بخصاله الطيبة التي تعرفها عنه، في المجالس التي اغتبته فيها، هذه بهذه، تذكر محاسنه خصاله الطيبة في المجالس التي حصلت فيها الغيبة. جزاكم الله خيراً