ما صحة حديث (تارك الجماعة لا يشم رياح الجنة)..

قرأت في كتاب: "درة الناصحين" هذا الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (أتاني جبريل وميخائيل - عليهما السلام -، قالوا: يا محمد! إن الله يقرؤك السلام ، ويقول: تارك الجماعة لا يشم رياح الجنة حتى لو كان عمله أكثر من عمل أهل الأرض). وقال: إذا كان حال تارك الجماعة هكذا، فكيف حال تارك الصلاة عمداً؟ نرجو من سماحة الشيخ أن يشرح لنا هذا جزاه الله خيراً؟.

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فهذا الحديث لا أصل له، بل هو من الموضوعات المكذوبات عن النبي - عليه الصلاة والسلام- ، ومعلوم من الأدلة الشرعية أن الصلاة يجب أن تؤدى في الجماعة في حق الرجال مع القدرة. أما تركها بالكلية فذلك من الكفر، كما قال عليه الصلاة والسلام: (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة). رواه مسلم في صحيحه. وقال عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). خرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح. وقال عليه الصلاة والسلام: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر). وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام لسائل أعمى سأله وقال له: إنه ليس لي قائد يلائمني المسجد، فهل من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (هل تسمع النداء بالصلاة). قال: نعم، قال: (فأجب). فدل ذلك على أنه لابد من أدائها في الجماعة في حق الرجال مع القدرة. أما الصلاة فهي عمود الإسلام، لابد من أدائها ، ومن تركها تهاوناً وكسلاً كفر في أصح قولي العلماء، أما من جحد وجوبها فإنه كافر بالإجماع ولو فعلها - نسأل الله العافية -.