المولد في المساجد ليلة كل جمعة

المولد في المساجد ليلة كل جمعة، يوجد كتابا اسمه: (المولد الدبيعي)، - يقول-: فيه قصائد عدة، تمدح الرسول - صلى الله عليه وسلم- ويكثر فيه الصلاة على النبي والمدح، وسيرته من قبل مولده إلى وفاته، نرجو توضيح ذلك مع الدليل؟

الإجابة

أما الاحتفال بالموالد ، فهذا لا أصل له ، وليس عليه دليل ، ولم يفعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حياته ، ولا فعله خلفاؤه الراشدون - رضي الله عنهم- وهم أعلم الناس به ، وأحب الناس له- عليه الصلاة والسلام-، وهكذا بقية الصحابة لم يفعلوه ، ولا التابعون في جميع القرون المفضلة ، فدل ذلك على أنه بدعة ، ولكن دراسة السيرة النبوية ، .......... بين الناس في أي وقت ، في الليل أو في النهار ، في الأسبوع مرة أو مرتين أو أقل أو أكثر ، هذا كله طيب ، دراسة سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم- ، وما كان عليه في أسفاره وإقامته، وبيان أخلاقه وأعماله - عليه الصلاة والسلام - هذا حق ، حتى يتأسى به ، أما العناية بالقصائد التي فيها الغلو ، والإطراء ، ثم يعين لهذا المولد في ربيع الأول في الثاني عشر أو في غيره لقصد دراسة هذا المولد من حين ولد - عليه الصلاة والسلام-، وما يتبع ذلك من القصائد الشركية كالبردة وغيرها ، فهذا منكر ، لا أصل له ، وإنما المشروع أن يؤتى بالدروس الشرعية التي يقرؤها الناس في البيوت أو في المساجد كسائر الدروس لبيان سيرته - عليه الصلاة والسلام- ، وما كان عليه ، كيف ولد؟ ، وكيف عاش؟ ، ثم بعد بعثته؟ وهو المهم، المهم أعماله بعد البعثة؟ كيف أعماله؟ ، كيف سيرت؟ حتى يتأسى به المؤمنون ، وحتى يستفيدوا ، أما ما اعتاده الناس من إيجاد مولد يحتفل به في ربيع الأول، وتذبح فيه الذبائح ، وتقام فيها الولائم ، ويؤتى به بالقصائد التي فيها الإطراء والغلو ، ويقوم الناس في وقتٍ معين يقولون: إنه حضر - عليه الصلاة والسلام-، يقومون له، هذا لا أصل له ، هذا من البدع المنكرة ، ومن وسائل الشرك ؛ لأنهم يقع عندهم في بعض الأحيان غلو كثير ، وإطراء يستغيثون به بالنبي - صلى الله عليه وسلم- ويسألونه المدد والنصر ، إلى غير ذلك ، وربما وقع في ذلك أحاديث موضوعة مكذوبة لا أساس لها ، وفي بعض البلدان يقع اختلاط بين الرجال والنساء ، ويقع أشياء منكرة في الاجتماع والاحتفال في بعض البلدان، فيجب الحذر من ذلك، ولا يجوز إقامة هذه الموالد، وهذه الاحتفالات؛ لأنها خلاف ما شرعه الله - عز وجل-؛ ولأنها لو كانت خيراً لسبقنا إليها أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم- والتابعون لهم بإحسان، وإنما أحدثها الفاطميون في القرن الرابع ثم انتشرت بعدهم ، فلا ينبغي للعاقل أن يغترَّ بالفاطميين المعروفين بالرفض والتشيع، وأن يكونوا هم أئمته في هذا الشيء- نسأل الله للجميع الهداية