هل كل المؤمنين يؤتون كتبهم بأيمانهم؟

السؤال: هل كل المؤمنين يؤتون كتبهم بأيمانهم، وإذا كان الأمر كذلك فهل بعضهم ترجح به كفة السيئات ولا يجاوز الصراط؟ وكذلك ورد أن من شرب من الحوض لا يظمأ بعدها أبدا، فهل يدخل النارَ بعضُ من شرب ويعذب بغير الظمأ، أم أنه ـ أي من شرب من الحوض ـ لا يدخل النار أبدا؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله؛ كل المؤمنين الناجين يؤتون كتبهم بأيمانهم، وكل ناج يثْقُل ميزانه، قال تعالى: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه فهو في عيشة راضية}، وقال تعالى: {فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية}، وكل من أوتي كتابه بشماله فإنه هالك ويخف ميزانه، قال تعالى: {وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني لم أوت كتابيه} إلى قوله سبحانه: {خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه}، وقال تعالى: {ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون}.

فتبين أن الآيات الواردة في ذكر الكتب والموازين جاءت خاصة بالمؤمنين الناجين وبالكافرين، وليس فيها تعرض لعصاة المؤمنين، فيجب الإمساك عن الحكم فيما سكتت عنه النصوص، ومثل هذا ماورد من النصوص في فتنة الميت في قبره، فإنه لم يُتعرض فيها لذي الشائبتين وهو المخلط، فإن الذي جاء فيها ذكر حال المؤمن والكافر، فالواجب القول بما دلت عليه النصوص والإمساك عما لم ترد فيه بشيء، والله أعلم.

وأما ما ورد على حوض النبي صلى الله عليه وسلم وشرب منه فقد بُشِّر بأنه لا يظمأ بعده أبدا، وهي بشارة بنجاته من العذاب ودخوله الجنة، وأما المستوجبون للعذاب فمن يرد منهم الحوض فإنه يصد عنه، كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة، قال النبي صلى الله عليه و سلم: "إني فرطكم على الحوض من مر عليَّ شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا، ليردن عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم، فأقول: إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقا سحقا! لمن غير بعدي".



المصدر: موقع الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك