كيفية صلاة الوتر

كيف نصلي صلاة الوتر؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابة

صلاة الوتر سنة، سنها الرسول -صلى الله عليه وسلم- قولاً وفعلا، كان يوتر من الليل -عليه الصلاة والسلام- وأرشد الناس إلى ذلك، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعةً واحدة توتر له ما قد صلى). متفق على صحته، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (الوتر حق، فمن أحب أن يوتر بخمسٍ فليفعل، من أحب أن يوتر بثلاثٍ فليفعل، ومن أحب أن يوتر بواحدةٍ فليفعل)، وكان -صلى الله عليه وسلم- يوتر كل ليلة، والغالب أنه كان يوتر بإحدى عشرة يسلم لكل ثنتين، ويوتر بواحدة، وربما أوتر بثلاث عشرة، وربما أوتر بتسع، وربما أوتر بأقل من ذلك، فالسنة للمؤمن والمؤمنة التهجد بالليل والإيتار في أول الليل، أو في وسطه، أو في آخره، والأفضل في آخر الليل؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- من خاف أن لا يقوم في آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل.رواه مسلم في الصحيح. وقال -عليه الصلاة والسلام-: (ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ حتى يطلع الفجر)، متفق على صحته. وهذا النزول يليق بالله -سبحانه وتعالى-، لا يعلم كيفيته إلا هو -سبحانه وتعالى-، كالاستواء، والضحك، والرضا، والغضب كلها صفات تليق بالله. لا يشابه فيها خلقه -سبحانه وتعالى-، يجب أن تمر كما جاءت من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل. كما قال الله سبحانه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) (11) سورة الشورى . وقال -عز وجل-: (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) (4) سورة الإخلاص. فليس نزوله كنزولنا وليس غضبه كغضبنا وليس ضحكه كضحكنا، وليس سمعه كأسماعنا، وهكذا بقية الصفات، له الكمال المطلق -سبحانه وتعالى- في كل شيء. ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فالإيتار في آخر الليل أفضل ولو بواحدة، ولكن إذا أوتر بثلاث، أو بخمس، أو بأكثر فهو أفضل. يسلم من كل ثنتين، ثم يوتر بواحدة، وإن أوتر في أول الليل قبل أن ينام، فلا بأس إذا كان يخشى أن لا يقوم، أو في وسط الليل، كله حسن، لكن أفضل ذلك آخر الليل في الثلث الأخير، هذا هو الأفضل.