حكم عملية التجميل لمن في وجهها تشوه

تذكر بأنها فتاة عمرها 25 سنة, وتقول: تعقدت من حياتي! حيث أن لي وجه مشوه بسبب حادث سيارة في صغري، ويستحقرني جميع من يراني, ففكرت بإجراء عملية تجميل، فهل عليّ إثم أو كفارة -يا سماحة الشيخ-؟

الإجابة

لا حرج في ذلك، إذا كان في الوجه تشويه سواد أو أشباه ذلك، فلا بأس بالتجميل لعلاج هذه الأشياء حتى تزول هذه الأشياء التي تشوه الوجه، وهذا لا حرج فيه من باب التداوي، ومن باب الأخذ بالأسباب كما لو كان بها أورام أو أشياء أخرى مما يؤذي، تعالج في وجهها وفي رأسها وفي جميع بدنها، المقصود أن التشويه الواقع في الوجه من أجل حادث سيارات أو غيرها لا بأس بعلاجه، بل يستحب علاجه حتى يزول التشويه، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله)، جمع بين الأمرين، (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله). رواه مسلم في الصحيح، وفي الحديث: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجزن، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان)، فأمر بالأخذ بالأسباب وأمر بالتوكل، الاستعانة بالله، وسئل النبي -صلى الله عليه وسلم- يا رسول الله: أي الكسب أطيب؟ قال: (عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور)، لما سئل أي الكسب أطيب؟ قال: (عمل الرجل بيده، فهذا من الأسباب وكل بيع مبرور). فالتوكل يجمع الأمرين: الثقة بالله والاستعانة بالله والاعتماد عليه، والإيمان بأنه الرزاق وبأنه مسبب الأسباب، وأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. ثم مع ذلك يفعل الأسباب، يبيع، ويشتري، يعالج المرض، يغرس النخل، يأتي بالنفقة لأولاده، يغلق الباب عن السُّراق، يعقل ناقته لا تشرد، وما أشبه ذلك.