الإجابة: مشكلة الخلاف هي الداء القاتل الذي أعيا الأطباء شفاؤه، وجميع الإخوة يتحدثون عنه، وفي الوقت نفسه يقعون فيه، وكأنهم حين يزعجون من الخلاف يريدون أن تجتمع الناس على رأيهم، وهذا ما لا يكون . وأعتقد أن المشكلة في التربية، فنحن قد نعطي الطلاب علماً، ولكن لا نعطيهم تربية على الخلق والصبر، وتحمل الخلاف، والتماس العذر، وحسن الظن، واتهام النفس، بل أحياناً نربيهم على نقيض هذا من الثقة المفرطة بالنفس، واتهام الآخرين، وسوء الظن الذي نسميه يقظة، أو حذراً، أو احتراساً، وضيق النظر الذي قد نسميه صرامة في المنهج، وقد نغرس فيهم الولاء للحزب أو الجماعة على حساب وحدة الأمة والتئام شملها، ونحن لا نيأس ولا نزال نتحدث في هذا الموضوع، ونلح عليه، ونذكر إخواننا الشباب به، ونسائلهم أن يتنبهوا للأمر، وأن يعطوه حقه من العناية والرعاية، وأن يلتزموا بآداب الخلاف الذي ورثوه عن الأئمة، والله المستعان. ووصيتي لإخواني الشباب بوحدة الصف، وسلامة الصدر، والإقبال على المعالي من العلوم النافعة والأعمال الصالحة، وترك الجدل والخصومات، والتلطف مع العامة والرفق بهم، وطول النفس في دعوتهم. وأدعو إخواني الطلاب في المركز أن يكونوا قدوة حسنة لغيرهم في هذا، وأن يكملوا أنفسهم بخصال الإيمان، ويقدروا واجبهم تجاه الدين وأسرهم وقرابتهم وجيرانهم وأهل بلدهم، ثم تجاه أمتهم ودينهم.