الحرص على بر الوالدين ولو قصرا في حق الولد

طلق والدي والدتي وأنا في بطنها، ثم كبرت وتزوجت وأصبح عندي أولاد، وأنا أعيش مع والدتي، ولا أعرف والدي إلا بالاسم، ولم يقم بالصرف علي أو تعليمي أو الاهتمام بي، وتزوج والدي من امرأة أخرى وأنجب منها أولاداً أصبحوا هم الذين يُديرون أعماله ويتحكمون في مسئولياته، ولكن في الآونة الأخيرة أصبح والدي يشتكيني لكل شخص في المدينة بأنني عاق، وبأنني أعمل في الخارج ولا أبعث له نقوداً، مع أنه غني، وسؤالي يا سماحة الشيخ: هل له الحق في أن أرسل له أي مبلغ من المال والأمر بالصورة التي ذكرتها؟ ثم يستطرد في رسالته ويقول: والدتي غنية جداً حيث أنها تتاجر في الكثير من السلع، وليس لديها أولاد غيري، وتطلب مني أن أرسل لها نقوداً، مع أن حالتي المالية لا تسمح بذلك، حيث أن راتبي متواضع ومسؤوليات الزوجة والأولاد كثيرة، هل يجب على مع هذا أن أرسل لها نقوداً أم لا، وإذا رفضت هل يدخل هذا في باب العقوق؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابة

الواجب عليك يا أخي الحرص على بر والدك ووالدتك ولو كان أبو قصر بحقك فالواجب عليك أن تحرص على بره والإحسان إليه بالمكاتبة والكلام الطيب والزيارة إذا تيسرت والأخذ بخاطره حتى لا يقع بينكما عقوق، أما هو فالواجب عليه أن يعدل بينك وبين أولادك الآخرين لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم) فإذا أعطاهم أعطاك، وساوى بينك وبينهم غير النفقة التي ينفق عليهم النفقة العادية إذا أعطاهم أشياء من أراضي أو سيارات أو شركات أو غير ذلك عليه أن يعدل بينكم، وأنت عليك أن تراعي خاطره بالكلام الطيب والأسلوب الحسن والزيارة إذا أمكن حتى لا يقع بينكما العقوق أما أن تعطيهم من المال أو تعطي والدك من المال وأنت راتبك قليل ولا يكفي، وحَدُّه أن يكفيك وأسرتك وهما بخير الوالد بخير والوالدة بخير فلا يلزمك، لا يلزمك أن ترسل إليهم مالاً ولكن تعتذر إليهم بالكلام الطيب والأسلوب الحسن وتقول لأبيك إن راتبي قليل وأنا مسئولياتي كثيرة وأنه لا يحصل لي عند فضل حتى أرسل إليك وأنت بحمد لله بخير، وهكذا تقول للوالدة أنتِ بحمد الله في خير وراتبي كذا وكذا وأرجو مسامحتي وتأخذ خاطرهما بالكلام الطيب ولا يلزمك أن ترسل لهما مالاً وهما غنيان وأنت بحاجة إلى المال لا يلزمك، لكن عالج الموضوع بالأسلوب الحسن والكلام الطيب والمكالمة الحسنة حتى تكسب رضاهما وفقك الله ويسر أمرك.