هل للجن حقيقة؟ وهل لهم تأثير؟ وما علاج ذلك؟

السؤال: هل للجن حقيقة؟ وهل لهم تأثير؟ وما علاج ذلك؟

الإجابة

الإجابة: أما حقيقة حياة الجن فالله أعلم بها، ولكننا نعلم أن الجن أجسام حقيقية وأنهم خلقوا من النار، وأنهم يأكلون ويشربون ويتزاوجون ولهم ذرية، كما قال الله تعالى في الشيطان: {أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو}، وأنهم مكلفون بالعبادات، فقد أرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم وحضروا واستمعوا القرآن، كما قال الله تعالى: {قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجباً * يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً}، وكما قال تعالى: {وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين * قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى مصدقاً لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم} إلى آخر الآيات.

وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للجن الذين وفدوا إليه وسألوه الزاد قال: "لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه تجدونه أوفر ما يكون لحماً"، وهم أعني الجن يشاركون الإنسان إذا أكل ولم يذكر اسم الله على أكله، ولهذا كانت التسمية على الأكل واجبة، وكذلك على الشرب كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.

وعليه فإن الجن حقيقة واقعة، وإنكارهم تكذيب للقرآن وكفر بالله عز وجل، وهم يُؤمرون ويُنهون، ويدخل كافرهم النار كما قال الله تعالى: {قال ادخلوا في أمم خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها}، ومؤمنهم يدخل الجنة أيضاً لقوله تعالى: {ولمن خاف مقام ربه جنتان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * ذواتا أفنان * فبأي آلاء ربكما تكذبان} والخطاب للجن والإنس، ولقوله تعالى: {يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين} إلى غير ذلك من الآيات والنصوص الدالة على أنهم مكلفون يدخلون الجنة إذا أمنوا ويدخلون النار إذا لم يؤمنوا.

أما تأثيرهم على الإنس فإنه واقع أيضاً، فإنهم يؤثرون على الإنس، إما أن يدخلوا في جسد الإنسان فيصرع ويتألم، وإما أن يؤثروا عليه بالترويع والإيحاش وما أشبه ذلك.

والعلاج من تأثيرهم بالأوراد الشرعية مثل قراءة آية الكرسي، فإن من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح.



مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول - باب الجن.