خطيبي والجن!

السؤال: أعاني مشكلة مع خطيبي، فحكيت لصديقتي التي تكبرني في السن بكثير، ولكني حكيت لها جميع الأسرار الخاصة بي فهي ملتزمة دينيًا جدًا، والكل يشهد لها بحسن الأخلاق، وأيضًا أنا أرتاح بالكلام معها في أي أمر. ولكن يقال عنها أنها يلزمها دائما جني مسلم في كل وقت. ولا أعلم ما حقيقة هذا الأمر. ولكن هذا ما يقال عنها وكل الذي أعرفه أنها ممكن أن تخرج أي جني في أي إنسان بعون الله لو كان يؤذيه، وهي تعالج بالقرآن فقط ولا تستخدمها وسيلة للكسب أبدا، ولا تعالج غير حالات خاصة من أقاربها، ولا تستخدم هذا الجني في أي شيء ضار وتستخدمه لمساعدة المحتاج إليها فقط. وأنا قد حكيت لها سبب الخلاف مع خطيبي، فطلبت مني أن أقرأ آيات معينة في القرآن الكريم، وأن أستعين بالله وأعتمد عليه وأتوكل عليه حتى يُفرّج همي. المشكلة الآن أنها فاجأتني بأن خطيبي تتلبّسه جنية تحبه وتلزمه، وهي سبب مشاكلكم وتريد أن تفرق بينكم.علمًا أنها لم تشاهد خطيبي من قبل، ولكني لا أصدق ما تقوله عنه، مع أني مؤمنة بوجود الجن لأنه مذكور في القرآن الكريم. ولكني خائفة من شيء، وهو: هل الاستماع إليها والتحدث معها في هذه الأشياء يغضب الله؟ فهل هذا يعتبر من التنبؤ بالغيب مثلا؟ أم ليس ذلك شيء حرام. وهل من الممكن أن تتلبّس بإنسان جنية تحبه وتلزمه دائمًا وتجعله تحت سيطرتها في كل تصرفاته؟

الإجابة

الإجابة: مجرد الكلام مع هذه المرأة المدعية أن معها جنيًا ليس حرامًا؛ المحرم طاعتها إن أمرت بمعصية، لكنها لم تأمر إلا بالقرآن. وعلى أية حال لا نستطيع أن نصدق من يدعي أن معه جنًا مسلمًا يساعده، ففي الغالب هذه الدعاوى سبيل الشعوذة والدجل. ثم ما أدراها أن الجني مسلم؟ فقد يكون شيطانًا كاذبًا يدعي أنه مسلم للخداع وإيقاع الناس في السحر والشر. كما لا يصح أن نصدق كل من يلقي باللوم في المشكلات الزوجية على الجن، فمن يصيبه مس من الجن تظهر عليه آثار واضحة يًعرف بها، مع إمكان أن يُبتلى الرجل بجنية تعشقه، والعكس. غير أن الانسياق وراء هذه الأوهام ليس من الشرع ولا من العقل، والواجب النظر والبحث أولا عن أسباب المشكلات الزوجية المعهودة، والتي أكثرها بسبب مخالفة الشرع، وحلها بالطرق الشرعية؛ هذا إذا كان قصد السائلة بقولها "خطيبي" من عقد عليها العقد الشرعي. أما إذا كان لم يعقد عليها العقد الشرعي بعد، فهو أجنبي عنها لا يجوز لها أن تقيم علاقة معه حتى يتم العقد بشروطه الشرعية. ولعل وجود العلاقة هذه التي لا يقرها الشرع هي سبب المشكلات؛ فالذنوب هي السبب الأساسي في كل ما يصيب الإنسان من مكروه أو مصائب.

والله أعلم.