توجيه الآباء إلى الإهتمام بتريية الأولاد تربية إسلامية

ألاحظ يا سماحة الشيخ أن هناك كثيراً من الآباء قد أهملوا تربية أبنائهم مما أعاد عليهم بأمور سيئة للغاية؛ لذلك فإني أطلب من سماحتكم أن تتفضلوا بتوجيه الآباء كي ما يهتموا كثيراً بأبنائهم ولا سيما في هذا الزمان؟ جزاكم الله خيراً

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فهذا الذي ذكره السائل جدير بالعناية، لأن مراعاة الأولاد ذكوراً وإناثاً، والعناية بهم وتربيتهم الإسلامية أمر من أهم المهمات، يقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته، والأمير الذي ولي على الناس راعٍ ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته ثم قال: ألا وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). خرجه الإمام البخاري في الصحيح وغيره، فهذا الحديث العظيم يدل على وجوب العناية بالرعية، وأعظم مسؤول في ذلك الإمام الذي على الناس، وهو أمير المسلمين وسلطانهم يجب عليه أن يرعاهم في كل ما فيه صلاحهم وسلامة دينهم ودنياهم والعناية بكل ما ينفعهم في الدنيا والآخرة حسب الطاقة والإمكان، وأعظم ذلك العناية بالدين حتى يستقيموا عليه وحتى يلتزموا به وذلك بأداء الواجبات وترك المحارم، كما يجب على كل والٍ على الناس أن يحكم بهم شريعة الله، وأن يلزمهم بشرع الله، وأن لا يحكم فيهم غير شرع الله، وهو مسؤول عن ذلك كما قال جل وعلا: فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون. وكما في هذا الحديث الصحيح: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). فالذي تولى على الناس راعٍ ومسؤول عن رعيته، نسأل الله أن يوفق ولاة أمر المسلمين لكل ما فيه صلاحهم وصلاح المسلمين جميعهم، وهكذا كل إنسان مسؤول عن أهل بيته، فالأب مسؤول عن أولاده، والأم مسؤولة عن أولادها من جهة تربيتهم الإسلامية وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وإلزامهم بالحق وترك ما خالف شرع الله، ومن ذلك أمر الصلاة فإنها عمود الإسلام، فالواجب على الأب أن يعتني بأولاده وهكذا الأم حتى يستقيموا على الصلاة، وحتى يحافظوا عليها في بيوت الله مع المسلمين، يقول الله عز وجلا: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى، ويقول سبحانه: وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين، ويقول جل وعلا: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة، والوالدان داخلان في هذا، يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة، والعناية بأمر الصلاة من أسباب الوقاية من النار، للوالد والولد جميعاً، وقال تعالى يخاطب نبيه عليه الصلاة والسلام: وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها، ويقول عليه الصلاة والسلام : (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع)، فالولد ذكراً كان أو أنثى يؤمر بالصلاة إذا بلع سبعاً، ويضرب عليها إذا بلغ عشراً، لأنه بهذا قد ناهز الاستلام وقارب، وإذا بلغ وجبت عليه عيناً وفرضاً واستحق بذلك إذا تركها أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل من جهة ولي الأمر، فالأمر عظيم فالواجب على الآباء والأمهات وإخوان الأولاد الكبار وأعمامهم التعاون في هذا الأمر، وأن يجتهدوا في إصلاح الأولاد وتربيتهم التربية الإسلامية ومن ذلك إلزامهم بالصلاة وأمرهم بها، إذا بلغوا سبعاً وضربهم عليها إذا بلغوا عشراً وقصروا في ذلك، وهكذا يؤمرون بما أمر الله به من بر الوالدين وحفظ اللسان عن السب والشتم والكذب، وعلى غير هذا من المعاصي، مما حرم الله عز وجل، وهكذا يمنعون من شرب المسكرات والتدخين حتى لا ينشؤوا على هذا الباطل، فيجب على الآباء والأمهات العناية بالأولاد بما ينفعهم في الدنيا والآخرة، وعليهم أن يمنعوهم مما حرم الله عز وجل، حتى ينشؤوا نشأةً صالحة، وحتى يستقيموا على دين الله، فإذا بلغوا فإنهم قد عرفوا ما يجب عليهم وما يحرم عليهم وقد تربوا على فعل الخير وعلى ترك الشر ولأبيهم وأخيهم وأمهم ومن سعى في هذا الخير له مثل أجورهم، كما قال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله). وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى.