امرأة رأت رؤيا في المنام فقامت وذبحت خروفا

تسحرت لصيام الست من شوال، وبعدما صلت الفجر وقرأت بعض القرآن الكريم أغفت في النوم، وتقول بأنها رأت في المنام ما يلي: (أنها أمسكت ورقةً بيضاء، وكان أمامها رجل جالس وأمامه طاولة، وأعطته الورقة البيضاء وصار الرجل يكتب في الورقة، فرأت الورقة تطير إلى الأعلى، وحينئذٍ سمعت صوتاً يقول: نزل الوحي عدة مرات وبسرعة، فقامت ونظرت إلى السماء ، فرأت نوراً نازلاً من فوق إلى تحت، وبجانبه نورٌ أصغر منه، ورفعت يديها وقالت: يا رب أولادي! يا رب أولادي!) ثم استيقظت ، هذا هو حلمها التي رأت، فهي تقول بعد هذا: عندما أفقت في الصباح طلبت من أحد أولادي أن يحضر لي خروفاً ويذبحه، فسألني لماذا فعلت؟ فقلت له: أذبح الخروف ثم أحكي لك ، وفعلاً أتى بالخروف، وذبحه، وبعدها أخبرته بالأمر ووزعت لحم الخروف على الناس ، وتركت جزءاً منه للأكل ، فما حكم ذبح الخروف؟ وفقكم الله

الإجابة

أما هذه الرؤيا فهي من الشيطان؛ لأن الشيطان يلبس على الناس ويزعم لهم أشياء قد يجرهم بها إلى أن يدَّعو أنهم يوحى إليهم أو أنهم أولياء بهذا الأمر، يعظَّمون ويغلى فيهم، فالوحي قد انقطع بموت النبي - صلى الله عليه وسلم - لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهو خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام هو خاتم الأنبياء والوحي قد انقطع، فهذا الذي قيل لها إن الوحي نزل فهذا كله من الشيطان ليغرها أو ليلبس عليها دينها، فلا وحي بعد محمد - صلى الله عليه وسلم - وليس هناك وحي ينزل على رجال ولا على نساء بعده عليه الصلاة والسلام، وهذه الرؤيا فيها تلبيس من الشيطان وتغرير من الشيطان، فالواجب عليها عند هذا إذا استيقظت أن تنفث عن يسارها ثلاث مرات تتفل عن يسارها ثلاث مرات وتقول: أعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأيت، ثلاث مرات، ثم تنقلب على جنبها الآخر فإنها لا تضرها، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم ما يكره فلينفث عن يساره ثلاث مرات وليتعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى ثلاث مرات ثم ينقلب على جنبه الآخر فإنها لا تضره ولا يخبر بها أحداً، وأما خروف إذا كان قصدها الصدقة فلا بأس، تأكل وتتصدق، وأما هذه الرؤيا ما توجب خروفاً ولا غيره، هذه فيما يظهر لنا من الشيطان للتغرير والتلبيس فعليها إذا استيقظت أن تنفث عن يسارها ثلاث مرات، وتقول: أعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأيت ثلاث مرات، ثم تنقلب على جنبها الآخر ولا تخبر بها أحداً، ولا تضرها، والخروف إذا كان قصدها به التقرب إلى الله والصدقة على أهلها وعلى غير أهلها فلا بأس، لكن لا من أجل هذه الرؤيا، ومن أراد أن يتقرب بذبيحة إلى الله، يذبحها ويتصدق على الفقراء في أي يوم، في أيام العيد، أيام عيد النحر، الضحية، أو في غيره، قصده الصدقة إذا كانت للفقراء والمساكين أو الدراهم يوزعها، أو طعام يوزعه، أو ملابس هذا قربى إلى الله، صدقة على الفقراء والمحاويج قربة إلى الله في أي وقت، هكذا الإهداء إلى الأقارب لصلة الرحم، قربة إلى الله عز وجل.