ليس هذا بصحيح، بل بدعة، صلاة الجمعة مجزئة، وإذا تعددت المساجد للعذر؛ لأن المسجد الواحد لا يكفي فالصلاة فيها جميعاً جائزة وصحيحة، والحمد لله، ولا نعلم ثبوت هذا عن الشافعي - رحمه الله -، ولو فرضنا أن الشافعي قاله عن اجتهاد، فليس الشافعي ولا غيره من المعصومين. فالشافعي وغيره قد يقول قوله بغير حجة بل على الاجتهاد فيكون قوله مرجوح، وهذه المسألة قول من قال بأن يصلي صلاة الظهر بعد الجمعة قولٌ مرجوح سواء قاله الشافعي أو غيره. والصواب أنه لا يعيد، ولا يصلي ظهراً تكفيه الجمعة، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- وأصحابه لم يكونوا يأتوا بصلاة الظهر بعد الجمعة، وهكذا أصحابه بعده، وهكذا سلف الأمة، والخير كله في اتباع سلف الأمة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). وإعادة الظهر بعد الجمعة ليس عليه أمره، بل هو محدث فيكون مردوداً، والجمعة كافية، والحمد لله- نسال الله للجميع التوفيق-.