صلاته صحيحة إذا أداها بما شرط الله فيها صحيحة ، لكن تعاطيه المعاصي يدل على أنه لم يتقنها ولم يقمها كما أمر الله، لأن الله قال: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ [(45) سورة العنكبوت]. يعني تنهى من أقامها وأدى حقها، فالذي يتعاطى المعاصي يدل على أنه لم يقمها كما أمر الله، وإن أجزأته وإن صحت أنه أدى شروطها ، لكن كونه يتعاطى المعاصي هذا نقص في دينه ، ونقص في إيمانه ، ونقص في صلاته ، وعلامة على أنه لم يقمها كما أمر الله، يعني لم يستحكم إيمانه بها ، وتعظيمه لها كما ينبغي، إذ لو استحكم ذلك لما تعاطى المنكرات. وأهل السنة والجماعة يقولون: إن المعاصي تنقص الإيمان، وتضعف الإيمان، ولا توجب الردة، ما دامت دون النواقض، المعاصي غير نواقض الإسلام ؛ كالزنا والسرقة وشرب الخمر، الغيبة والنميمة، هذه معاص تنقص الإيمان ، وتضعف الإيمان، وتدل على أن العبد لم يقم الصلاة كما أمر الله، بل فيها نقص، نسأل الله السلامة والعافية.