قول "اللهم أعطِ قارئها بشرى يعقوب وغنى سليمان وصبر أيوب

السؤال: ما حكم قول "اللهم أعطِ قارئها بشرى يعقوب وغنى سليمان وصبر أيوب وشفاعة محمد"؟

الإجابة

الإجابة: أما الدعاء بأن يرزق الله العبد شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فقد وردت به النصوص وذلك مشروع، أما غنى سليمان فلا يجوز الدعاء به لأحد، إذ كان ملك سليمان خاصا به وفي التنزيل {هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي}، ثم إن الغنى غنى النفس، كما في الحديث "ليس الغنى بكثرة العرض، بل الغنى غنى النفس".

وكان ما أوتيه سليمان عليه السلام من غنى النفس أعظم مما أوتيه من الملك الذي لا ينبغي لأحد من بعده، لكن لو قيل أسأل الله الذي أغنى سليمان أن يغنيك فلا حرج.

وأما بشرى يعقوب، فلا يدعى بمثل هذا لكل أحد، فبشرى يعقوب عليه السلام، جاءت بعد حزن طويل حتى ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم، وإنما يقال لمن أصيب بمصيبة ينتظر الفرج "نسأل الله الذي فرج على نبيه يعقوب أن يفرج عنك ويبشرك كما بشره" ونحو ذلك، أما أن يطلق الدعاء ببشرى يعقوب كما في السؤال فلا يظهر صوابه وكذلك القول في صبر أيوب، يقال: "أسال الله أن يصبرك كما صبر أيوب"، وعلى العبد أن يعلم أنه في الدعاء إنما يناجي رب السموات والأرض، فيجب أن يراعي عظمة من يسأله، وجلال من يدعوه ، ليحمله ذلك على انتقاء الكلمات، وخير ما يدعى الله به، ما أثر عن أعلم الخلق بربه محمد صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.