الواجب على المسلم أن يتقيد بالدليل من الكتاب ومن السنة

الإجابة التي يرد عليها حضرة العلماء في برنامجكم، هل يجب علينا نحن أصحاب المذهب المالكي التمسك بها؟! حيث أني أعطيت لإخواني بعض المعلومات تلقيتها من برنامجكم فقالوا لي: هذه الأجوبة توافق مذهب الحنفية للمملكة فقط والدول المجاورة، ولا يمكن التمسك بها؟!! فأرجو إرشادنا، جزاكم الله خيراً.

الإجابة

الواجب على المستمعين أن يتحروا الأدلة الشرعية، فإذا كانت المسألة واضحة من جهة الدليل الشرعي أخذوا بالدليل الشرعي، سواء كان ذلك موافقاً للمذهب المالكي أو الحنفي أو الشافعي أو الحنبلي؛ لأن المعول على ما قاله الله ورسوله، كما قال الله عز وجل: فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ (59) سورة النساء، وقال الله سبحانه: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ (10) سورة الشورى. فالبرنامج في نور على الدرب يتحرى الأدلة الشرعية، يتحرى ما يوافق القرآن والسنة، فإذا صرح العلماء في برنامج نور على الدرب بأن الحكم كذا والحكم كذا فهم يتحرون في ذلك الأدلة الشرعية، فينبغي لمن استمع إلى ذلك أن يعمل بهذه الفتاوى إلا إذا كان عنده علم ورأى أن هذه الفتوى مخالفة للآية في كتاب الله أو للسنة الصحيحة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإنه يعمل بعلمه ويجتهد ويتحرى الدليل، فكل واحد من العلماء في نور على الدرب وهكذا غيرهم ليسوا معصومين، كل واحد قد يخطئ، لكن يجب على المستمع إذا كان من أهل العلم أن يتحرى الأدلة الشرعية، وأن يعمل بمقتضى الدليل، فإن أشكل عليه سأل أهل العلم عن حكم الله وقال لهم أفتوني بما يوافق شرع الله في هذه المسألة، لا بمجرد مذهب مالك أو الحنفية أو الشافعية أو الحنابلة، لا، بل يسألوا أهل العلم عما يوافق شرع الذي دل عليه كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام؛ لأن مسائل الخلاف بين الأئمة الأربعة وغيرهم الحق فيها واحد، الحق فيها واحد وهو ما وافق الكتاب والسنة، فالذي يوافق الكتاب والسنة فهو الحق، وما خالفهما فهو خطأ، وكل واحد من أهل العلم غير معصوم قد يخطئ في بعض المسائل. جزاكم الله خيراً، إذاً القول بأن علماء المملكة وفي هذا البرنامج خاصة برنامج (نور على الدرب) يلتزمون مذهباً معيناً ليس صحيحاً؟ ج/ ليس صحيحاً، لا، يتحرون الدليل، يتحرون ما يوافق الدليل سواءٌ كان وافق مذهب الحنابلة أو خالف مذهب الحنابلة. - هو يقول: مذهب الحنفية؟!!! ج/ الحنفية ما لها محل، الحنفية ما لها محل هنا، لأنهم لا يتحرون مذهب الحنفية ولا غير الحنفية بل يتحرون الأدلة الشرعية.