حكم الانشغال بالطفل أثناء الصلاة

السؤال: ما حكم انشغالي بطفلي في أثناءَ الصلاة خوفًا عليه، وأحيانًا يَبْكِي ولا أركز حتَّى لو قمت بحمله يبكي.. ماذا عليَّ علمًا أنه ليس لديَّ أحد يحمله هل أعيدُ الصلاة أم ماذا أفعل؟

الإجابة

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد:

انشغال الأم بطفلها، وحمله في الصلاة، فلا بأس به؛ فقد ثبت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم "أنه صلَّى ذات يوم بالناس وهو حاملٌ أُمامةَ بنتَ ابنتِه، فكان إذا سجدَ وضعها وإذا قام حملها" (متفق عليه من حديث أبي قتادة رضي الله عنه.)

ولكن لابد من مراعاة الخشوع في الصلاة؛ لأن الخشوع هو لُبّ الصلاة، والله تعالى يقول: {قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 1 – 2].

وأيضًا لابد من الطُّمأنينةِ في الصلاة قدْرَ المستَطَاعِ؛ لأنَّ الطمأنينةَ رُكْنٌ من أَرْكانِ الصلاة، فمن تحرَّك حركةً كثيرة في اعتقاده، أو توالى عبثُه فلا تصحُّ صلاته، وعليه أن يعيدها، أمَّا إن كانت الحركة قاصرةً على حمل الطفل أو وضعِه أو إبعادِه -مثلاً- عن مصدر الخطر وما شابه فلا شيء فيها.

ويمكنُكِ أن تصلي بعد ما تنتهينَ من شأن طفلِكِ ونومِه شريطةَ ألا يخْرُجَ وقتُ الصلاة، فإن لم يمكنْكِ فصلّي على حالتِكِ المذكورَةِ، وليس عليْكِ أكثَرُ من هذا إن شاء الله.

قال تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286] وقال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16] وقال: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} [الحج: 78] وقال صلى الله عليه وسلم: "وإذا أمرْتُكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعْتُمْ" (متفق عليه). ومن القواعد الأصولية المقرَّرة أن المشقَّة تجلبُ التيسير، وأن الأمر إذا ضاق اتَّسع.