نصيحة لمن ارتكب معصية وندم ثم نسي وعاد

سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز سلمه الله ورعاه وحفظه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: أبعث إليك هذه الرسالة وكلي أمل في الله عز وجل ثم نصحكم ودعاؤكم لي بعد توفيق الله لكم ورضاه عني عسى أن يغفر لي ويرحمني حيث ابتلت بهمٍّ وغمٍّ وعلة لا أجد سبيلا للنجاة منها، أخاف أن أبدأ حديثي معك بكلمة أخي حيث إني نجس من معصيتي التي بليت بها، معصية تهد الجبال، أتمنى أن أجد فيك الناصح والداعي الذي لا ينساني بالدعاء ولو مرة عسى أن يغفر الله لي جزاك الله خيراً، ابتليت بفاحشة اللواط مع زوجتي أم أولادي مع أني كثيرا ما دعوت الله أن ينسيني هذه المصيبة إلا أن دعوة المنافقين الضالين لا تستجاب، وحتى أني هذا العام أديت فريضة الحج إلا أني ضيعت كل شيء حيث كانت زوجتي في حيض فلم أتمالك نفسي فأتيتها في الدبر رغم أني متشكك من الإيلاج لكن النية موجودة إن ولج أو لم يلج الذكر، أسأل سماحتكم إن كان هناك من طريقة تكرِّهني في هذا الفعل وتنجيني من عذاب الرب؛ لأني كلما فعلت فعلتي أندم قليلا ثم أنسى كل شيء، أرجو إفادتي والدعاء لي وأنا شاكر لكم، كما أود أن أسأل إن كان الرد مكلف أرجو إفادتي عن تكلفة الجواب وكيف يمكنني سداد قيمته. وأخيراً أرجو الرد على رسالتي وبالنظر لها فنصحكم سيكون بفضل الله عونا لي على ترك هذا المرض الخبيث، لا تتأخر علي بالرد أرجوك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. (العاصي ع.ح.أ)

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فننصحك بالتوبة إلى الله سبحانه مما سلف، والحذر من العودة إلى فعل هذه المعصية الكبيرة، ومن تاب تاب الله عليه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((التوبة تجب ما كان قبلها))[1] وقال عليه الصلاة والسلام: ((التائب من الذنب كمن لا ذنب له))[2] فعليك بالصدق في التوبة والإخلاص فيها لله، والعزم على عدم العودة، وأبشر بالخير والعاقبة الحميدة، أصلحك الله وأعاذك من شر نفسك وهواك، وقبل توبتك إنه جواد كريم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء

[1] ورد هذا الحديث في تفسير ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا في سورة التحريم ج 4 ص 392 ط دار المعرفة بيروت لبنان 1403 ه.

[2] رواه ابن ماجه في الزهد برقم 4240.