حكم زيارة المرأة لقبر الرسول وصاحبيه

ما الحكم في زيارة المرأة لقبر الرسول - صلى الله عليه وسلم- وقبر أبي بكر وعمر في المدينة المنورة، مع العلم بأنه يوجد وقت محدد لزيارة النساء للقبر؟

الإجابة

في هذه المسألة خلاف بين أهل العلم، من أهل العلم من قال يستحب الزيارة للجميع، الزيارة للنساء وقال آخرون من أهل العلم إنما هي خاصة من الرجال دون النساء حتى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم-، وحتى قبر صاحبيه، وهذا القول أصح، أنه لا يشرع لهن زيارة القبور مطلقاً، حتى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وحتى قبر صاحبيه رضي الله عنهما، لأنه عليه الصلاة والسلام قال: (زوروا القبور فإنها تذكركم بالآخرة)، وهذا خطاب للرجال، وثبت عنه في حق النساء أنه لعن زائرات القبور، فدل ذلك على أن النساء لا يزرن لأن لعنه لهن يدل على المنع، ولم يقل إلا قبري وقبر صاحبي، لم يستثن فدل ذلك على دخول قبره وقبر صاحبيه في الحديث الذي لعن، فالواجب عليهن أن لا يزرن القبور وإنما ذاك للرجال خاصة، أما الصلاة على الميت فمشروع أن يقمن، الصلاة على الميت في البيت أو في المساجد إذا صلت المرأة معهم هذا مشروع، ليس مثل الزيارة، إنما الممنوع الذهاب إلى القبور واتباع الجنائز إلى القبور فهذا لا تفعله النساء، لا تتبع الجنائز إلى المقبرة ولا تزور القبور والعلة في ذلك والله أعلم أنها فتنة، وأن مخالطتها للرجال قد يترتب عليه أمور لا تحمده عقباها، ومن رحمة الله أن شرع لهن ترك الزيارة للقبور، ومنعهن من ذلك حفاظاً على سلامتهن وسلامة الرجال من شرهن. إذاً ذلك اليوم المخصص لزيارة النساء لقبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه آخذاً بتلك الفتوى؟ الظاهر أنهم فعلوه أخذاً بقول بعض العلماء ومراعاة لما في ذلك من بعيد ونحو ذلك وهذا له وجه من حيث أنه قول قال به بعض العلماء ولكن الأرجح منعه، لو منعته الدولة كان أصلح.