الطرق الصوفية وبعض ما يقعون فيه من المخالفات

هناك أشخاص أحياء يرزقون يذهب إليهم أهلنا البسطاء لأخذ ما يسمى بالطريق، وأخذ الفاتحة منهم؛ لأن دعوتهم مستجابة على حد تعبير أهلنا البسطاء، علماً بأن أهلي يركبون العربات لزيارتهم؛ لأن مكانهم بعيد عن القرية، ويكلفهم هذا مبالغ هم في أشد الحاجة لها؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً ووفقكم.

الإجابة

الطرق الصوفية مما أحدثها الناس والمتصوفون غالبهم أهل بدع، وأهل جهل، وكونهم يشرعون للناس طرقاً خاصة في الأذكار هذا لا أصل له بل هو من البدع، فالواجب أن لا يتصل بهم في هذا الأمر وأن لا يسألوا عن هذا الأمر وأن لا يقتدى بهم، بل الواجب على أهل العلم أن ينبهوهم ويشرحوا لهم الحق، ويدلوهم عليه لأن غالبهم جهال مقلدين لغيرهم، فالواجب تعليمهم وإرشادهم، وأن البدع أنكرها الله عز وجل بقوله سبحانه: أم لهم شركوا شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله، والنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، يعني مردود، فالواجب على أهل العلم والعباد أن يتقيدوا بالشريعة وأن لا يشرعوا للناس شيئاً ما شرعه الله سبحانه وتعالى لا في الأقوال ولا في الأعمال، ومن كان معروفاً بالتصوف لا يقتدى به ولا يعمل بقوله وتوجيهه، لأنه ليس عنده علم بل إنما هي طرق تلقاها بعضهم على بعض وأحدثوها وساروا عليها فلا ينبغي أخذها عنهم بل يجب إرشادهم وتوجيههم إلى الخير وتعليمهم ما ينفعهم وشرح السنة لهم حتى يستقيموا عليها، وحتى يدعوا البدع ومن ذلك ختمهم الدعوات بالفاتحة أو تعليمهم الفاتحة للتثويب حتى يثوبوها لفلان أو فلان هذا ليس له أصل، الإنسان يقرأ القرآن، يقرأ الفاتحة ليستفيد ويتعلم ويطلب الثواب من الله عز وجل، نعم قال بعض العلماء أنه لا بأس بالقراءة للموتى وتثويبها للموتى أو للأحياء، كونه يقرأ ويجعل ثواب القراءة لفلان، لكن ليس عليه دليل، ولم يفعله المصطفى - صلى الله عليه وسلم -ولا أصحابه، ما كان النبي يقرأ للناس، يقرأ حتى يثوب لهم، وما كان الصحابة يفعلون هذا رضي الله عنهم، فالأولى بالمؤمن أن يدع هذا الشيء وأن يكتفي بما درج عليه الصحابة رضي الله عنهم، وتلقوه عن نبيهم عليه الصلاة والسلام ولكن يدعوه لموتاه بالمغفرة والرحمة، يتصدق عنهم بالمال، يحج عن من لم يحج من موتاه ويعتمر، لا بأس إذا كان قد حج عن نفسه واعتمر عن نفسه، أما أن يقرأ لهم قرآناً يثوبه لهم فليس عليه دليل والذي ينبغي ترك ذلك لأن البدع لا خير فيها، وشرها عظيم، فكونه يقرأ قراءةً يقصد ثوابها لفلان أو فلان هذا ليس عليه دليل فيخشى عليه أن يكون أتى بدعةً منكرة فالأولى له ترك ذلك وإن قال بعض أهل العلم بجواز ذلك لأن العبرة بالدليل لا بأقوال الناس، والله يقول سبحانه: فإن تنازعتم في شيءٍ فردوه إلى الله والرسول، ويقول الله جل وعلا: وما اختلفتم فيه من شيءٍ فحكمه إلى الله فإذا قال بعض أهل العلم أنه يقرأ للموتى، وقال آخرون: لا؛ ترد المسألة إلى كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام وإذا رجعنا إلى كلام الله وإلى كلام رسوله - صلى الله عليه وسلم -نجد في ذلك ما يدل على أن القرآن يثوب للموتى أو لغير الموتى، فالإنسان يقرأ القرآن ليستفيد ويتدبر ويتعقل وليحصل له الثواب من الله عز وجل، وإذا دعا لإخوانه المسلمين ولموتاه المسلمين أو لوالديه المسلمين بالمغفرة والرحمة حال قراءته أو في أوقاتٍ أخرى كل هذا لا بأس به، لكنه يقرأ يطالب بالثواب من الله لنفسه، وليستفيد من القرآن ويتعلم أحكام الله ويتدبر ويتعقل هذا هو المشروع. وفق الله المسلمين لكل خير.