إحداد المتوفى عنها وعدتها

السؤال: امرأة تسأل عن عدة المرأة المتوفى عنها زوجها، وعن حكم الإحداد، وخروجها من بيتها ليلا أو نهارا، وسفرها إلى بلادها؟

الإجابة

الإجابة: أما الإحداد فهو ترك كل ما يدعو إلى نكاح المرأة، ويرغّب فيها، فيتعين عليها ترك جميع أنواع الطيب، والأدهان المطيبة، وترك لبس الحلي بأنواعه، حتى الخاتم، ونحوه، وترك لبس الثياب الملونة للزينة، ولا يتعين عليها لباس الأسود، بل تلبس ما شاءت من اللباس المبتذل، الذي لا يراد للزينة، كما تترك التحسن (بإسفيداج) و (بودرة)، ونحو ذلك، وكذلك الكحل، والأصباغ التي تتخذ للتجميل. وذلك لما ورد في الأحاديث الصحيحة، كما في حديث أم عطية. قالت: كنا ننهى أن نحد على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج، أربعة أشهر وعشراً، ولا نكتحل، ولا نتطيب، ولا نلبس ثوبا مصبوغا، إلا ثوب عصب. وقد رخص لنا عند الطهر إذا اغتسلت إحدانا من محيضها، في نُبذَة من كُست أظفار... الحديث (1).

وأما العدة، فتعتد أربعة أشهر وعشرا، إن لم تكن حاملا؛ فإن كانت حاملا فتنتهي عدتها بوضع الحمل.

▪ ويجب أن تعتد في المنزل الذي كانت تسكنه حين مات زوجها، ويحرم عليها أن تتحول عن السكنى فيه إلا لحاجة أو ضرورة، كخوف على نفسها، أو على مالها، أو فيما لو أخرجها صاحب المنزل بغير اختيارها، ونحو ذلك. فإن خرجت من مسكنها بدون مسوِّغ شرعي لزمها أن تعود إليه لتكمل عدتها فيه.

ولا تخرج المعتدة من بيتها في الليل، ولا تبيت إلا فيه.

وأما في النهار فلها الخروج لقضاء حاجاتها -التي تخصها- بنفسها، فلا تخرج لقضاء حاجة غيرها، ولا تخرج لعيادة مريض، ولا لزيارة قريب وصديق ونحوهم، وإن كان لها عمل، أو وظيفة تشغلها كالممرضة ونحوها، فلا مانع من خروجها نهاراً لمباشرة عملها مع النساء، فتعالج النساء والأطفال، ونحوهم. وتبعد عن مخالطة الرجال، والتحدث معهم، والخلوة بأحد منهم.

وأما السفر فلا تسافر إلا بعد انقضاء عدتها، والله الموفق.

___________________________________________

1 - البخاري (313)، ومسلم (938) آخر كتاب الطلاق. والكُسْت والقُسْط واحد: نوع من البخور.