حكم الصلاة بعد العصر

السؤال: ما قولكم في شأن الصلاة بعد العصر وقبل المغرب؟

الإجابة

الإجابة: إن البخاري ومسلمٌ أخرجا في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: شهد عندي رجال مرضيون وأرضاهم عندي عمر بن الخطاب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس وبعد العصر حتى تغرب، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه أوقات النهي عن الصلاة، فأمره أن يصلي إذا طلع الفجر، وأن يكف بعد ذلك حتى إذا ارتفعت الشمس قيد رمح وزالت عنها الحمرة فليصل، حتى إذا قام قائم الظهيرة فليكف، حتى إذا صلى العصر فليكف، حتى إذا غربت الشمس فليصل.

وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة ودفن الموتى وقت طلوع الشمس ووقت غروبها وعندما يقوم قائم الظهيرة، كما في حديث ابن عمر في الصحيحين: "ثلاث ساعات نهينا أن نصلي فيها وأن نقبر فيها موتانا".

واختلف العلماء في درجة النهي، فذهب جمهورهم إلى أن الأوقات التي النهي فيها شديد على سبيل الحرمة تبطل الصلاة فيها نفلاً كانت، ورأى أبو حنيفة بطلانها مطلقاً سواء كانت فرضاً أو نفلاً، فمن طلعت عليه الشمس وهو في صلاة الصبح مثلاً كمن لم يستيقظ إلا ذلك الوقت فصلاته باطلة عند أبي حنيفة صحيحة عند الجمهور، وكذلك من غربت عليه الشمس وهو في صلاة العصر فإن صلاته باطلة عند أبي حنيفة ويستأنفها بعد أن تختفي الشمس، وعند الجمهور صلاته صحيحة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها متى ما ذكرها فإن وقتها ذكرها، فإن الله تعالى يقول: {وأقم الصلاة لذكري}".

--------------------------

نقلاً عن موقع الشيخ