هل تجوز قراءة القرآن الكريم لغير المتفقه في الدين

البعض عندنا يقول: إنه لا تجوز قراءة القرآن الكريم لغير المتفقه في الدين، أي: الملم بفقه السنة، فهل هذا القول صحيح أم لا؟ نرجو الإفادة، جزاكم الله خيراً.

الإجابة

هذا قول ليس بصحيح، بل يشرع للمؤمن أن يقرأ القرآن وإن كان ليس بفقيه، وإن كان عامياً، يقرأ القرآن على ما في المصحف، ويتدبر ويتعقل كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (29) سورة ص. وقال جل وعلا: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ (9) سورة الإسراء. وقال سبحانه: وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) سورة الأنعام. وقراءته وتدبر معانيه من أسباب اتباعه ومن وسائل اتباعه، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه). فلم يقل يقرأه منكم العالم. يقرأه الجميع، المسلمون كلهم يقرؤونه. ويقول عليه الصلاة والسلام: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق ويتتعتع فيه له أجران) رواه مسلم في الصحيح. فدل على أن الإنسان قد يقرؤه وهو ليس بعالم، يكون عنده تتعتع وعدم قدرة على القراءة المتواصلة الواضحة بسبب جهله باللغة العربية، أو جهله بالكتابة بعض الشيء، فالحاصل أنه يقرأ ويتعلم ويستفيد من أهل العلم ويقرأ على من هو أعلم منه حتى يستفيد وحتى يصحح أخطاءه في ألفاظه لكتاب الله عز وجل، ولا يشترط أن يكون عالماً ولا فقيهاً، ولكن يجتهد ويقرأ ويتعلم حتى يقيم قراءة القرآن وإن كان ليس بعالم ولا فقيه، وهذا القول الذي قاله هؤلاء قول خطأ وباطل، ولا يشترط في القراءة أن يكون القارئ فقيهاً ولا عالماً، هذا ما يقوله أحد من أهل العلم، بل هو باطل.