حكم البقاء مع العائلة التي ترتكب المعاصي

لي صديق مؤمن بالله الحق، ويعيش مع عائلة يكسب رب أسرتها المال الحرام أي من القمار, والاختلاس من الناس ، علماً أن هذه العائلة كما يقال متطورة أي في إظهار المفاتن, والتزين خارج المنزل, وقد وجه هذا الشخص النصائح الكثيرة الكثيرة إلى والده وأخوته ولكن دون جدوى ، وهو طالب في مدرسة مختلطة من الشبان والبنات ، في الصف والمقعد ، والبنات يظهرن المفاتن والمغريات أمام الشباب كلهم ، ماذا يفعل ، أيترك البيت وليس له مورد ؟

الإجابة

الواجب على هذا الناصح هذا الشاب أن يتق الله, وأن يغادر البيت, ويبتعد عن أسباب الفتنة, وسوف يجعل الله له فرجاً ومخرجاً, إما بالسكن مع الطلبة إذا كان هناك سكن, أو بأسباب أخرى يقول الله-سبحانه-: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًاوَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ، ويقول سبحانه: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ، فعليه أن يتقي الله, وأن يبتعد عن أسباب الفتنة, وكذلك المدرسة التي يدرس فيها لا يدرس فيها إذا كانت مختلطة, يلتمس عملاً يقوم بحاله, ولا يدرس في هذه المدرسة بل يدرس على العلماء في المساجد. أو في مدراس أهلية ليس فيها اختلاط, وليس طلب العلم عذراً لك أن تدرس مع النساء أو البنات, ويختلط بهن هذا مرض لقلبه مرض لدينه, ومن أسباب هلاكه, فلا يجوز أن يجلس معهن في مقاعد الدراسة, ولا يبقى مع أهل المال وأهل والفساد والشر، أما النصيحة فيبذلها ويجتهد في النصيحة, ويتابع النصيحة لعله يستجاب له, ولكن لا يجلس معهم ما دام أكلهم حرام وأعمالهم خبيثة, فلا يجلس معهم؛ لأن الأكل ليس بسليم, وأسرة غير سليمة, والاختلاط بهم فيه مافيه من الشر, فالواجب أن يغادر المحل هذا ويحذر, ولا مانع من الزيارة يريد بها النصيحة لوالديه, وأتباعه ولإخوته وأقاربه, أما الأكل والسكن فلينتقل إلى معهد آخر يسلم فيه على دينه وسوف يعينه الله ويسهل أمره كما قال –تعالى-: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا، رزق الله الجميع التوفيق والهداية. شيخ عبد العزيز أكثر من مرة ذكرتم أن التعليم في هذه الأماكن لا يلزم، وعلى الإنسان أن يطلب المحل حتى ولو في الحلقات التعليمية، هذه الحلقات التعليمية التي تذكرون شيخ عبد العزيز ليس فيها شهادات، والشهادة اليوم كما تعلمون ضرورية ضرورية، وكثيرٌ من الناس لم يستطع أن ينال العيش؛ لأنه لا يحمل شهادة، فما توجيهكم لو تكرمتم؟ أنا لستُ أنكر هذا، أعرف أنهم يحتاجون إلى شهادة، ولكني أعتقد أنها ليست عذراً، ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ليست عذراً أن يختلط بالنساء ويتعلم مع النساء في مقاعد النساء، وليست عذراً أن يختلط بمن يشرك بالله ويعبد غيره، ويسمعه ما يغضبه وما يغضب الله عز وجل، فهو يحتاط لدينه، ويعمل ما يستطيع في سلامة دينه، ولو لم تحصل له الشهادة، فقد عاش الناس قروناً طويلة ليس عندهم هذه الشهادات، وما ماتوا وما هلكوا بسبب الجوع، بل أغناهم الله من فضله ويسر أمورهم، فبإمكانه أن يتعلم تعلماً خارجياً يحفظ به دينه، وأما الأعمال فيلتمس أعمال لا تحتاج إلى شهادات، والله سبحانه هو الذي يوفق جل وعلا، أما أن يبيع دينه بدنياه، ويتعاطى ما يكون سبباً لهلاكه وقسوة قلبه، وانحرافه عن الهدى بسبب حرصه على الشهادة الثانوية أو الجامعية فهذا كله فيما أعتقد ليس عذراً، والله المستعان. الواقع شيخ عبد العزيز قد يناقشنا في هذه القضية، أهل الشهادات اليوم هم الذين احتلوا تلكم المراكز التي تعنى بخدمة الدين والوطن وغيرهم كما يعلمُ الله بحالهم، لا بد للشيخ عبد العزيز من مناقشة واضحة في هذا. أنا أعلم هذا ولكنه ليس بعذر، إذا عرف ولاة الأمور أن الأخيار وأن الطيبين يتجنبون هذه المدارس تغيرت أحوالهم وغيروا أفكارهم، وفصلوا هؤلاء من هؤلاء، ولكن كما نرى بعض الناس ما عندهم مبالاة، جعلوها مختلطة فأطاعوا السفهاء وعصوا الله عز وجل في ذلك، لكن لعلهم إذا رأوا من الناس الجد والبعد عن هذه المدارس لعلهم يستجيبون لدعوة الحق، فيفصلون هؤلاء عن هؤلاء والله المستعان.