يدعو لوالديه في الصلاة قبل نفسه

السؤال: هل يجوز للشخص أن يدعو لوالديه في الصلاة قبل نفسه؛ كأن يقول‏:‏ اللهم اغفر لوالدي، واغفر لي؛ اعترافًا بالجميل منه‏؟‏

الإجابة

الإجابة: المشروع أن يبدأ الإنسان بنفسه في الدعاء، ثم يدعو لوالديه ولمن شاء من المسلمين، والله جل وعلا ذكر من أدعية الأنبياء في القرآن أنهم يبدؤون بأنفسهم‏:‏
فهذا نوح عليه السلام يقول‏:‏ ‏{‏رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ‏}‏ ‏[‏سورة نوح‏:‏ آية 28‏]‏، فبدأ بنفسه ثم دعا للمؤمنين والمؤمنات‏.‏
وهذا إبراهيم عليه الصلاة والسلام يقول‏:‏ ‏{‏رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ‏}‏ ‏[‏سورة إبراهيم‏:‏ آية 41‏]‏، فبدأ بنفسه أولاً، ويقول‏:‏ ‏{‏وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ‏}‏ ‏[‏سورة إبراهيم‏:‏ آية 35‏]‏؛ دعا الله أن يجنبه عبادة الأصنام قبل أن يدعو لبنيه‏.‏
وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله‏:‏ ‏{‏فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ‏}‏ ‏[‏سورة محمد‏:‏ آية 19‏]‏؛ فأمره أن يستغفر لذنبه أولاً، ثم بأن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات‏.‏
فهذا يدل على أن الداعي يبدأ بنفسه أولاً‏.‏
أما إذا قدم والديه أو غيرهما على نفسه؛ فهذا دليل على فتور رغبته في طلب المغفرة له، أو على أنه يزكي نفسه، وأن غيره أولى منه بذلك‏.