نعم، كلا الحديثين صحيح، كلاهما صحيح، أحدهما : (من توضأ فأحسن الطهور ثم صلى ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجهه وجبت له الجنة). والثانية أنه صلى الله عليه وسلم توضأ ثم صلى ركعتين، وقال صلى الله عليه وسلم: (من توضأ نحو وضوئي هذا) يعني أحسن الطهور (ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه) هو بمعنى أقبل عليهما بقلبه ووجهه يعني أقبل على الصلاة وأحضر قلبه (غفر له ما تقدم من ذنبه). فالأول رواه عقبة بن عامر عن عمر، والثاني رواه عثمان بن عفان -رضي الله تعالى عنهم جميعاً-. فالمقصود أن السنة والمشروع للمؤمن إذا توضأ يحسن الطهور، ويعتني به كما توضأ النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإذا صلى أن يقبل على صلاته بقلبه، ويبتعد عن الوساوس حتى يؤديها كاملةً كما أداها النبي -صلى الله عليه وسلم- فهذا العمل العظيم من أسباب المغفرة ودخول الجنة في حق المسلم الذي وفقه الله للإخلاص والاستقامة.