هلِ قراءة القُرآن تصل للمُتَوفَّى?

السؤال: هل القرآن يصل للمتوفَّى أم الدّعاء فقط؟

الإجابة

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فإنَّ قِراءة القُرآن وإهداءَ ثوابِه للميّت مَحلّ خلافٍ بين أهل العلم، وإن كان الرَّاجح أنَّه لا يَصِل ثوابُه للميّت، كما بيَّنَّا في الفتوى: "حكم قراءة القُرآن للميِّت". 

وأمَّا الدّعاء والاستغفار فقد أجْمع أهلُ العِلم على أنَّ الميّت ينتفع به؛ فعن أبي هُريرة رضي الله عنه أنَّه قال: سمعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلَّم يقول: "إذا صلَّيتُم على الميّت فأخْلِصوا له الدُّعاء" (رواه أبو داودَ وابن ماجه وابن حِبَّان).

وروى مُسلمٌ عن أبي هُريرة أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "إذا ماتَ الإنسانُ انْقطَعَ عَمَله إلا مِنْ ثَلاثَة: إلا مِنْ صَدَقَة جَارِيَة أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَع به أَوْ وَلَدٍ صَالِح يَدْعُو له".

قال في "الكافي": "وإن دعا إنسانٌ لِميّت، أو تصدَّق عنه، أو قضى عنه دينًا واجبًا عليه نفعه ذلك بلا خلاف؛ لأنَّ الله تعالى قال: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ} [الحشر: 10].

قال النَّوويّ في "شرح مسلم": "وفيه أنَّ الدّعاء يصِلُ ثوابُه إلى الميّت، وكذلِك الصَّدقة، وهُما مُجمع عليهما... وأمَّا قراءة القرآن وجعْل ثوابِها للميّت والصلاة عنه ونَحوهما، فمذهَبُ الشَّافعي والجمهور أنَّها لا تلحق الميت" انتهى مختصرًا،، والله أعلم.