الإجابة:
الحمد لله
لا يجوز النظر إلى النساء في الشارع ، إذ إن الله تعالى أمر المؤمنين
بغض أبصارهم ، قال تعالى : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم
ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون } [النور:30] ، وفتح العبد هذا
الباب على نفسه أمر خطير ، والشيطان يزين له في البداية أمر الخطبة ،
حتى يصبح هذا الأمر عادة عنده ، فينظر إلى النساء لا بغرض الخطبة ، بل
لغرض متابعتهن ، والنظر في حسنهن .
والذي يريد الخطبة ، فإنه لا ينظر إلى المتبرجات في الشوارع لاسيما في
تلك البلاد الكافرة ، التي يكون أكثر أهلها كفارا أو فساقا ، بل إنه
يسأل أهل الفضل والمعرفة ، عن النساء الفاضلات الصالحات ، فيأتي
البيوت من أبوابها .
أما نظرك إلى النساء في الشوارع ، فهو نظر إلى الجمال الظاهر ، دون
الجمال الباطن ، الذي هو أولى وأهم من الجمال الظاهر ، وما الفائدة أن
يتزوج الرجل أجمل الجميلات ، ولا يكون عندها من حسن الخلق ولا من أمر
الدين شيء .
فعليك بمراجعة نفسك وتنظر في الصفات التي ينبغي أن تتوفر فيمن تختارها
للزواج بها ، وأهم ذلك أن تكون صاحبة دين وخلق ، قال النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ لِمَالِهَا
وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ
تَرِبَتْ يَدَاكَ » رواه البخاري (5090) ، ومسلم
(1466) .
وليس المراد من الزواج مجرد قضاء الشهوة والاستمتاع ، حتى يكون الرجل
لا هَمَّ له إلا الجمال ، بل الزواج أسمى من ذلك فعليك بدراسة الأوصاف
الحقيقة لشريكة العمر ، تلك الأوصاف التي تجعل من حياتك سعادة وهناء ،
لا سعادة مؤقتة تزول بزوال الشهوة ، ويبقى الكدر بعد ذلك ، والله أعلم
.
ولا يجوز لك أن تري صديقك من تريد خطبتها ، ولا يجوز له النظر إليها .
وينبغي أن يكون عند الرجل غيرة على أهله وعرضه ، وقد تعجب الصحابة رضي
الله عنهم من شدة غيرة سعد بن عبادة رضي الله عنه ، فقال النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ ؟!
لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي » رواه البخاري (6846)
مسلم (1499) .