هل الرسول هو برزخ بين بحري الإمكان والوجوب؟

السؤال: يقول رجل: إن محمداً صلى الله عليه وسلم هو برزخ بين بحري الإمكان والوجوب، فله درجة فوق درجة الإمكان والحدوث ودون درجة الوجوب، فأفيدوني?

الإجابة

الإجابة: لله تعالى وحده هو الواجب الوجود بنفسه، لم يكسب وجوده من غيره، وما سواه من الموجودات ممكن في نفسه قد كسب وجوده من الله تعالى، ثم هو في وجوده خاضع لمشيئة الله وقدرته إن شاء سبحانه أبقاه وإن شاء أفناه، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو كسائر بني آدم خلقه الله من ذكر وأنثى بالنص من الكتاب والسنة وبشهادة الواقع الحسي، ثم توفاه عند انتهاء أجله، فوجوده ممكن كسائر المخلوقات إلا أن الله تعالى ميزه بالرسالة فاصطفاه رسولا إلى الناس كافة وخاتماً للأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

ولا برزخ بين الوجوب والإمكان باتفاق العقلاء حتى يكون محمد صلى الله عليه وسلم هو هذا البرزخ أو فيه، فإن الأحكام العقلية ثلاثة باتفاق العلماء النظار: الوجوب والاستحالة والإمكان، أي: الجواز العقلي وهو احتمال الوجود والعدم لا رابع لها، ولا برزخ ولا واسطة بينها، فمن زعم رابعاً لها أو برزخاً وواسطة بينها فهو مخالف لمقتضى العقل، كما أنه مخالف لمقتضى النقل الصحيح.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.



مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد العاشر (العقيدة).