هل الأحناف يُجيزون بناء المساجد على القبور؟

السؤال: بعض المسلمين يقولون: إنه يجوز بناء المرافق العامة، (مثل: المساجد والمدارس والمستشفيات) فوق القبور في المذهب الحنفي، واستدلوا بأن في صحن الحرم المكي أي المكان الذي يطوف عليه المسلمون قبر أو قبور، والذي أعلمه والعلم عند الله أنه لا يجوز البناء فوق القبور؟ أفيدونا جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابة

الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

نشكر لك اهتمامك وحرصك على تطبيق تعاليم دينك، وننصح لك بالحكمة في التعامل مع هؤلاء مع الحزم، وعدم التأثر بما هم عليه من بدع وضلالات، وأما إجابة سؤالك، فنقول:

أولاًً: ليس صحيحاً أن المذهب الحنفي يُجيز بناء المساجد على القبور، وإنما هناك عدد من الذين يقيمون المساجد على القبور من أتباع المذهب الحنفي، وفرقٌ بين الأمرين.

ثانياًً: ليس صحيحاًً أن في الكعبة أي قبر، وهذه دعوى يروِّجها بعض الجهال ليروجوا بها بدعتهم، والأمر صريح التحريم.

ثالثاًً: إن المسألة لا تتعلق بخلافٍ في مسألة فقهية، فلا علاقة لها بالمذهب؛ لأن جميع أئمة المذاهب متفقون على وجوب الالتزام بالسنة والتحذير من البدعة، والأحاديث صريحة في لعن اليهود والنصارى الذين بنوا المساجد على قبور صالحيهم، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" (أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)، وعن عائشة وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما قالا: "لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يحذِّر مثل ما صنعوا (أخرجه البخاري ومسلم).

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج" (أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وسنده حسن بشواهده).

وفقك الله وسددك وأعانك على نشر السنة وقمع البدعة.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ ناصر العمر على شبكة الإنترنت.