ما حكم الزكاة في الإسلام؟ ومتى فرضت؟

السؤال: ما حكم الزكاة في الإسلام؟ ومتى فرضت؟

الإجابة

الإجابة: الزكاة أحد أركان الإسلام الخمسة التي بني عليها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام"، وهي فرض بإجماع المسلمين، فمن أنكر وجوبها فقد كفر، إلا أن يكون حديث عهد بإسلام، أو ناشئاً في بادية بعيدة عن العلم وأهله فيعذر، ولكنه يُعلّم، وإن أصر بعد علمه فقد كفر مرتدًّا، وأما من منعها بخلاً وتهاوناً ففيه خلاف بين أهل العلم، فمنهم من قال: إنه يكفر، وهو إحدى روايتين عن الإمام أحمد، ومنهم من قال: إنه لا يكفر، وهذا هو الصحيح، ولكنه قد أتى كبيرة عظيمة، والدليل على أنه لا يكفر حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عقوبة مانع زكاة الذهب والفضة، ثم قال: "حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله: إما إلى الجنة وإما إلى النار"، وإذا كان يمكن أن يرى له سبيلاً إلى الجنة فإنه ليس بكافر؛ لأن الكافر لا يمكن أن يرى سبيلاً له إلى الجنة، ولكن على مانعها بخلاً وتهاوناً من الإثم العظيم ما ذكره الله تعالى في قوله: {ولا يحسبنّ ٱلّذين يبخلون بمآ ءاتٰهم ٱللّه من فضله هو خيراً لّهم بل هو شرٌّ لّهم سيطوّقون ما بخلوا به يوم ٱلقيٰمة وللّه ميراث ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض وٱللّه بما تعملون خبيرٌ}، وفي قوله: {وٱلّذين يكنزون ٱلذّهب وٱلفضّة ولا ينفقونها في سبيل ٱللّه فبشرهم بعذابٍ أليمٍ فبشرهم بعذابٍ أليمٍ * يوم يحمىٰ عليها فى نار جهنّم فتكوىٰ بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هٰذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون}، فعلى المرء المسلم أن يشكر الله على نعمته بالمال، وأن يؤدي زكاته حتى يزيد الله له في ماله بركة ونماء.

. وأما قول السائل: متى فرضت الزكاة؟
فجوابه: أن الزكاة فرضت في أصح أقوال أهل العلم بمكة، ولكن تقدير الأنصبة والأموال الزكوية وأهل الزكاة كان بالمدينة.



مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد السابع عشر - كتاب الزكاة.