الإجابة:
مما يجب أن يعلم - أنه يجب على كل واحد من الزوجين معاشرة الآخر
بالمعروف لقوله تعالى ( وعاشروهن
بالمعروف ) ، ولقوله سبحانه (
ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) ، والمعروف ما تعارف الناس على
حسنه من الأخلاق الجميلة والآداب الفاضلة ويدخل في ذلك طاعة الزوج
وخدمته ، ويدل على ذلك :
1- ما ثبت في الصحيحين أن فاطمة رضي الله عنها شكت ما تلقى في يدها من الرحى فأتت النبي صلى
الله عليه وسلم تسأله خادما فلم تجده فذكرت ذلك لعائشة فلما
جاء أخبرته قال فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت أقوم فقال مكانك فجلس
بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري فقال ألا أدلكما على ما هو خير
لكما من خادم إذا أويتما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما فكبرا ثلاثا
وثلاثين وسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين فهذا خير لكما من
خادم .
ووجه الاستدلال : إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه
على خدمة فاطمة رضي الله عنها له ، حيث لم يقل له ،لا خدمة لك عليها ،
وهو صلى الله عليه وسلم لا يحابي في الحكم أحداً .
2- ما في مسند الإمام أحمد بإسناد صحيح عن أسماء ، أنها قالت : كنت أخدم الزبير خدمة البيت كله ، وكان له فرس ،
وكنت أسوسه ، وكنت أحتش له وأقوم عليه .
وصح عنها أيضاً في مسند أحمد أنها قالت : تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا
مملوك ولا شيء غير فرسه قالت فكنت أعلف فرسه وأكفيه مئونته
وأسوسه وأدق النوى لناضحه أعلب وأستقي الماء وأخرز
غربه وأعجن ولم أكن أحسن أخبز فكان يخبز لي جارات من الأنصار
وكن نسوة صدق وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول
الله صلى الله عليه وسلم على رأسي وهي مني على ثلثي فرسخ
قالت فجئت يوما والنوى على رأسي فلقيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم ومعه نفر من أصحابه فدعاني ثم قال إخ إخ ليحملني
خلفه قالت فاستحيت أن أسير مع الرجال وذكرت الزبير وغيرته قالت
وكان أغير الناس فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أني قد
استحيت فمضى وجئت الزبير فقلت لقيني رسول الله صلى الله عليه
وسلم وعلى رأسي النوى ومعه نفر من أصحابه فأناخ لأركب معه
فاستحيت وعرفت غيرتك فقال والله لحملك النوى أشد علي من ركوبك
معه قالت حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك بخادم فكفتني سياسة
الفرس فكأنما أعتقني .
وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم الزبير بل وسائر الصحابة على
استخدام أزواجهم مع علمه بأن منهن الكارهة والراضية .
وينبغي للرجل أن يساعد أهله في ذلك وقد كان الرسول صلى الله عليه
وسلم - وهو رسول الله - في خدمة أهله ولا إثم عليه إذا لم يفعل
.
ففي صحيح البخاري سئلت عائشة ما كان يصنع
رسول الله في البيت ، قالت يكون في خدمة أهله ، فإذا سمع الأذان
خرج وما أحسن الحياة حين تتجاوز الواجبات على المنافسة في
الإحسان والفضائل .