ما حكم تعاطي الدخان والمتاجرة به؟

السؤال: ما حكم تعاطي الدخان والمتاجرة به؟

الإجابة

الإجابة: إن الله سبحانه وتعالى تعهد لآدم في الجنة بأربعة أمور، فقال: {إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى * وأنك لا تظمؤ فيها ولا تضحى}، هذه أربعة أمور هي أصول المصالح: فمصالح البشر أولها المطعومات -الطعام-، فإنه قال: {إن لك أن لا تجوع فيها} ثم الملبوسات، لأنه قال: {ولا تعرى}، ثم المشروبات، لأنه قال: {لا تظمؤ فيها}، ثم المسكونات -أي البيوت التي يسكنها الإنسان-، لأنه قال: {ولا تضحى}، أي تبرز للشمس، فهذه أصول المنافع.

فكل شيء حقق مصلحة من هذه المصالح الأربعة فهو من مصالح الناس التي يحتاجون إليها، وما لا تحقيق فيه لمصلحة من هذه المصالح لا أصلاً ولا إكمالاً فليس فيه مصلحة، وما يجوز بيعه واستعماله هو ما فيه مصلحة، وكلُّ ما تمحضت مفسدته أو كانت مفسدته غالبة على مصلحته فإنه لا خير فيه، ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى قال في وصف رسوله صلى الله عليه وسلم: {الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم}، فذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم يحل لأتباعه الطيبات: أي بأمر الله والطيبات هي النافعة التي تمحض نفعها أو غلب نفعها على ضرها، ويحرم عليهم الخبائث: وهي التي تمحض ضرها أو غلب ضرها على نفعها، وهذا يقتضي أن كل ما كان فيه مفسدة متمحضة أو فيه مفسدة راجحة على ما فيه من المصلحة فهو حرام.

وعلى هذا فالتدخين لا أعلم فيه مصلحة فضلاً عن أن تكون راجحة، ومضرته عظيمة والأطباء يشهدون على هذا، فمضاره كبيرة جداً في مختلف الأمور، وعلى الإنسان أن يبتعد عنه بالكلية.

وما حرم استعماله: يحرم أيضاً بيعه وشراؤه، فكل ما لا نفع فيه لا يحل بيعه ولا شراؤه.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.