توجيه حول بناء الأضرحة

بجوارنا الكثير من الأضرحة والقبور المرتفعة التي أوقدت عليها السرج وتذبح لها النذور من دون الله، ويُحلف بأصحابها - والعياذ بالله -، فإذا ما تحدثنا للناس وبينا لهم بأن هذا شرك وأن عليهم أن يتوبوا إلى الله، قالوا: بأنهم وجدوا آباءهم على هذه الحالة التي وصف، فماذا نفعل إزاءهم، وجهونا ووجهوهم؟ جزاكم الله خيراً؟

الإجابة

الواجب عليكم وعليهم إزالة الأبنية التي على القبور، و.... وتركها ضاحيةً شامشة كما كانت القبور في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - في البقيع وغيره وكما كانت القبور في بلاد أهل السنة والجماعة من قديم الزمان، فلا يجوز البناء عليها ، ولا اتخاذ المساجد عليها، لأن الرسول نهى عن ذلك - عليه الصلاة والسلام - قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). وقال جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنه - : نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تجصيص القبور ، والقعود عليها ، والبناء عليها. ولا يجوز لأحدٍ من الناس أن يدعوها من دون الله ، أو يستغيث بأهلها ، أو ينذر لهم ، أو يذبح لهم ، أو يطلبهم المدد ، أو يتبرك بتراب قبورهم ، كل ذلك منكر ، ومن الشرك الأكبر - نعوذ بالله - ، فالواجب تنبيههم ، وليس لهم حجة في تقليد آباءهم، هذه حجة المشركين، قال الله - جل وعلا - عن المشركين لما نهاهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن عبادة الأصنام قالوا: إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ [(23) سورة الزخرف]. فهذه حجة باطلة، حجة ملعونة خبيثة ، لا يجوز الاحتجاج بها، هذه حجة الكفرة، إذا وجدت أباك على باطل لا تتبع أباك، أما إذا كان على حق فالواجب الأخذ بالحق سواء كان عليه أبوك أو غير أبيك، وأما ما يفعله الناس اليوم عند القبور من الدعاء، والاستغاثة بأهلها ، والذبح لهم، والطواف بقبورهم كل هذا منكر عظيم، كل هذا من عمل أهل الشرك، من عباد الأوثان ، فالواجب على المسلم أن يحذر ذلك، وأن يحذره إخوانه وينذرهم، والواجب على العلماء في كل مكان أن يحذروا الناس، وأن يرشدوهم، وأن يوضحوا لهم حقيقة التوحيد، وحقيقة الشرك ، وأنه لا يجوز لأحد أن يدعو الميت من دون الله ، ولا أن يستغيث به ، وأن أن يذبح له ، ولا أن يطلبه المدد، ولا أن يطوف بقبره، كل ذلك من الشرك الأكبر. كونه يطوف يتقرب إلى الميت بالطواف هذا شرك أكبر، أو يقول : يا سيدي المدد المدد، أو الغوث الغوث، هذا من الشرك الأكبر، هذا من جنس عمل أبي جهل وأشباهه من عباد القبور، عباد الأصنام، فالواجب عليكم - أيها السائل - أن تستمروا في النصيحة والإنكار ، وأن تطلبوا من العلماء أن ينبهوهم ، ويوضحوا لهم ، ويرشدوهم ، حتى يتركوا هذا الشرك ، وحتى يزيلوا هذه الأبنية التي على القبور ، وتبقى القبور ضاحيةً شامسةً ليس عليها بناء، نسأل الله للجميع الهداية.